الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي يقال لحفظ النعمة ودوامها

السؤال

ماهي صيغة التبريك أو المباركة التي وردت في الحديث الشريف ( كالمباركة التي تكتب على المنزل الجديد )هل هي ما شاء الله أوتبارك الله لا قوة إلا بالله ؟ نرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.ً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ {الكهف: 39}.وأخرج أبو يعلى عن أنس مرفوعا: ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد، فيقول: ماشاء الله لا قوة إلا بالله، إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته. وقرأ: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ {الكهف: 39}. وقد كان السلف الصالح إذا دخلوا بيوتهم أو رأوا ما يعجبهم من أموالهم قالوا: ماشاء الله لا قوة إلا بالله، يتأولون قول الله تعالى: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، نقل ذلك عن الإمام مالك، وشيخه ابن شهاب وعروة. نقل هذه الآثار القرطبي في التفسير، والسيوطي في الدر المنثور وغيرهما. وقال الجصاص في الأحكام: وقد أفاد أن قول القائل منا: ما شاء الله ..ينظم رد العين، وارتباط النعمة، وترك الكبر.. لأنه إخبار أن صاحب الجنة لو قال ذلك لم يصبها ما أصابها. وعلى هذا فمن أراد أن يحصن ماله .. ويشكر نعمة ربه عليه ويتواضع له.. فليقل كما قال القرآن الكريم وكما كان السلف الصالح يقولون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني