الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنام كثيرا مع ضعف الالتزام وتبغض أقرب الناس إليها فما العلاج ؟

السؤال

أنام كثيراً في النهار ولا أستيقظ على صلاة الفجر أحاول الاستيقاظ ولكن.... وأحاول الاتلتزام كثيراً في الدين ولكن أشعر أنني ضعيفة جدا فما الحل برأيكم؟ وأكره أقرب الناس لدي مع أني أحاول محبتهم لكن لا أستطيع؟أرجو الرد بأسرع وقت ممكن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعلى من حرص على أداء صلاة الفجر في وقتها اتخاذ التدابير المساعدة على ذلك، وانظري طائفة من تلك الأسباب المعينة على أداء صلاة الفجر في وقتها في الفتوى رقم: 2444.

هذا، ولكي يوفق الله العبد إلى الاستمرار على تمسكه بشعائر الدين فلابد له من الصبر والمجاهدة، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت: 69}.

وإن فتور الهمة عن التمسك بشعائر الدين ناشئ في الأصل عن ضعف في الإيمان، وفي الفتوى رقم: 10800 مناقشة لأسباب ذلك الضعف.

وانظري أسباباً أخرى للفتور عن العبادة، وسبل الإصلاح والعودة في الفتاوى: 17666، 10943، 1891.

وأما بالنسبة لشعورك بكراهية أقرب الناس إليك، فهذا الشعور قد تمدحين عليه وتستحقين عليه الأجر إن كان كرهك لهم في الله لتفريطهم في جنبه ونحو ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله. وقال أيضاً: من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وقد يكون شعورك بكراهيتهم اتباعاً لهواك واستجابة لتلبيس الشيطان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن إبليس قد أيس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم. رواه أحمد وأبو يعلى.

فلا تستسلمي لشعورك بكراهيتهم، واجتهدي في غرس محبتهم في قلبك، واستفرغي الوسع في وصل ما انقطع، ومن أعظم أسباب ذلك أن تسألي الله أن يشرح صدرك لمحبتهم، وكذلك تذكر فضل صاحب الفضل منهم وتأمل حسناته وتضحياته، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وراجعي الفتوى رقم: 1642.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني