الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتزوج الرجل دون رضا أمه

السؤال

أنا مهندسه عمري 34 سنة ولقد تقدم لي شاب عمره 38 سنة منذ حوالي سنتين ونصف وقد حصل الارتياح النفسي بيننا وللعلم فأنا متدينة ومحجبة ومن عائلة محترمة وجميلة وأعمل بوظيفة محترمة، والدة هذا الشاب تمنعه من الزواج وذلك لأن له أختان أكبر منه ولم يتزوجا حتى الآن ولذلك فهي غير موافقة على زواجه مني أو من غيري وهي لا تعيب عليّ أي شيء وقد حاول ابنها استرضاءها طيلة عامين ونصف بكل الطرق لكي توافق على زواجنا ولكن باءت كل محاولاته بالفشل وأيضا حاولت معها أنا ووالدتي ولكن دون فائدة، أنا أرفض كل من يتقدم لي أملا أن يتغير رأيها والعمر ينقضي وهي لا تريد أن ترحمنا وتوافق على زواجه، هل إذا تزوجنا دون موافقتها يكون عقوقا لها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصح أم هذا الشاب أولاً فندعوها إلى أن تتقي الله عز وجل في ابنها، وأن تكون عونا له على إعفاف نفسه وإحصانها عندما رغب في ذلك وخصوصا أنه وجد من تُرضَى دينا وخلقا. لا أن تكون مثبطة له عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجر عثار دون امتثال أمره صلى الله عليه وسلم الذي وجهه إلى من يرغب في الزواج ويستطيعه من شباب المسلمين.

أما بالنسبة للسائلة نسأل الله عز وجل أن ييسر لها أمرها، فكان ينبغي لها أن لا تضيع وقتها أو تفوت الفرصة بالزواج ممن تقدموا إليها في انتظار أن تغير أم خطيبها رأيها وتوافق على زواجه منها. أما الآن وقد حصل ما حصل فنقول: إذا كانت أم هذا الرجل تمنعه من الزواج بأي امرأة فليس عليه طاعتها في ترك الزواج، لأن طاعتها حينئذ ليست في المعروف، والشرع لا يقر منع من يرغب في الزواج منه، وبالتالي فزواجه منك لا يعتبر عقوقا لأن منعها إياه من الزواج منك ليس لأمر لا ترتضيه فيك، وإنما هو لأمر آخر ـ وهو كون أختيه لم يتزوجا ـ وهذا لا يبرر منعه من الزواج لا شرعا ولا عادة.

وعليه.. فإذا كان الأمر كما ذكر في السؤال فلا نرى مانعا يمنع من أن يتزوج هذا الرجل بك، ولا يعد ذلك عقوقا لأمه، ولكن ليسعى بكل الوسائل الممكنة في إرضائها وتطييب خاطرها، نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يوفقهم للعمل بطاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني