الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدب المسلم عند المصيبة

السؤال

قد توفيت ابنتي على يدي بعد الحادث بدقائق ولم أشعر بما فعلته فقال لي الموجودون حولي إنني كفرت بإرادة الله فذهبت لشيخ ورديت ديني وندمت علي ما فعلت وعاهدت الله على أن لا أرجع لهذا ثانية فما هو عقابي؟ وبماذا أكفر ؟ فأنا الآن عند ابنتي الأخرى بالسعودية لأؤدي عمرة وحج وأتوب لله . هل هذا يكفي - هل تشعر بمراعاتنا لأولادها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لابنتك ويرحمها ويرزقك الصبر وحسن العزاء. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.

ونرجو الله تعالى أن تكون ابنتك من الشهداء الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.

متفق عليه. فلا يبعد أن يكون حادث السير مثل الهدم.

وبخصوص شعورها بالثواب وصلة العمل الصالح إذا أهدي لها ثوابه، فإن ذلك حاصل لها إن شاء الله تعالى إذا وقع من مسلم وأهدى لها ثوابه على الراجح من أقوال أهل العلم، فإذا قمت عنها بحجة أو عمرة أو صدقة أو غير ذلك من أنواع الطاعات فإن ثواب ذلك يصل إليها إن شاء الله تعالى، ويشترط في حجك عنها أن تكوني قد حججت عن نفسك.

وأما عن سبب الحادث فإن ذلك قد جرى بقضاء الله تعالى وقدره، وعليك أن لا تشغلي بالك وتضيعي وقتك في التفكير فيه، فهذا أمر سماوي قدره الله تعالى، وعلى المسلم أن يرضى بذلك ويقول كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.

فالمسلم يحترس من الشر ويحرص على ما ينفعه، ولكنه إذا أصابه مكروه يقول: قدر الله وما شاء فعل.

وأما ما فعلت من التصرف معها أو مع غيرها أو تلفظت به في حالة الذهول وبدون قصد منك فلا يترتب عليه حكم.

فهو بمنزلة الخطأ والنسيان وحالة الإغلاق.. التي يرفع عن صاحبها القلم مادام في تلك الحالة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه أصحاب السنن، وعلى افتراض أن ذلك صدر منك في وقت أنت فيه واعية ومدركة، فمادمت قد ندمت على ما صدر منك وتبت إلى الله تعالى، فإن الله تعالى يقبل توبة التائبين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني