الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عندي زميلة لي مسيحية هل مصاحبتها حرام مع العلم أني أحترمها لأنها فعلا مؤدبة جدا وتفعل كل شيء يقوله الإسلام من أخلاق وعادات وعلاقات مع الناس الكل يقول إن الذي ينقصها فقط هو أن تنطق الشهادة لأن أخلاقها أخلاق المسلمين وأنا أرتاح مع التعامل معها ومجالستها لأني أحترم آراءها أريد أن أعرف هل هذا حرام لأنى أخاف أن يكون التعامل معها يغضب الله وأنا أدعو دائما أن يجعلنى الله من عباده المحببين له وأكون على طاعة أوامره أرجو الرد علي لأنى و كل أصدقائي خائفون ومحتاجون الرد مع العلم أننا أيضا نطلب منها خدمات وفعلا تنفذها وتخدمنا دائما وتخدم أي أحد طلب منها مساعدة مهما كان، وفي أي وقت .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصداقة التي بمعنى المخالة والمودة لا تجوز مع الكفار، لقول الله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ... {المجادلة:22}. وأما المصاحبة التي هي بمعنى الإنصاف لهم والعدل معهم والإحسان إليهم حسب أخلاقهم ونوع تعاملهم فلا حرج فيها، لقول الله تعالى: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8}. وعليك أن تسعي في إقناع زميلتك هذه بالنطق بكلمة الشهادة، وتبيني لها أنها ستنال بها الفوز بالنعيم في دار الخلود والنجاة من عذاب الله، وأن الله بعد أن جاء بالإسلام فإنه لا يقبل من الأديان غير الإسلام، قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}. وإذا توصلت إلى هدايتها إلى الإسلام فلك في ذلك الأجر الكثير عند الله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني