الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد الأمانة والتحقق من وصولها إلى صاحبها

السؤال

كان عندي قبل حوالي سنتين خادمة نصرانية من سري لانكا ، وعندما حان موعد سفرها قامت بشراء بعض الفواكه والهدايا من شوكولاتة وكيك وخلافه بمبلغ بسيط لا يتجاوز 15 دينارا أردنيا ، وقمت أنا باعطائها مبلغ 200 دولار أمريكي إكرامية، وفي المطار رفض موظفوا المطار أن تحمل معها كل ما قامت بشرائه وذلك لأن ألوزن قد تجاوز المسموح به، وقد غادرت وتركت عندي الفواكه والشوكولاته وبعض الملابس القديمة التي كانت تلبسها وعددها قليل جداً، وقد أخبرتها بأنني سوف أرسلها لها بالبريد لاحقا، وبعدها طبعا قمنا باستهلاك الفواكه على نية أن نشتري غيرها عندما نقوم بإرسال باقي حاجياتها بالبريد ،إلا أن زوجي ظل يماطل بغير قصد وقد حاولنا لاحقا الاتصال بها عبر الهاتف لكننا لم نتمكن من ذلك حيث أن الأشخاص الذين كانت تكلمهم ليسوا باقارب لها إنما كانوا أصحاب سوبرماركت أو جيران أو ماشابه ولم يساعدونا في التحدث معها، والآن وبعد هذه المدة لم تتصل هي مع أنها وعدتنا بالاتصال ونحن لم نستطع إرسال أي شيء لها، وأشعر أنا بأن هذه الأشياء أمانة عندي وأنها كثقل الجبل على كتفي، فما العمل جزاكم الله عني كل خير علما بأن عنوانها موجود لدي لكني أخشى أن أرسل أي شي ويستلمه أحد غيرها .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك هو إرسال هذه الأغراض للمرأة المستحقة لها، لأنها أمانة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي. ويجب كذلك التحري للوصول إليها، فإذا تعذر ذلك، ويئست من معرفة مكانها، فلتتصدقي بثمنها عنها، فإذا عثرت عليها بعد ذلك فعليك تخييرها بين الرضا بالتصدق عنها أو أن تردي إليها مالها، ويكون أجر الصدقة لك. وراجعي عنوانها القديم الذي تركته عندك، فمادمت غير واثقة من وصول أغراضها عن طريقه، فلا يجزئك إرسالها لها عن طريقه إلا إذا تيقنت أنها ستصلها أو غلب ذلك على ظنك. والله نسأل أن يوفقك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني