الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتراف العالم بأسره بضرر الزنا على الفرد والمجتمع

السؤال

هل يوجد حديث يحمل رقم 6324 بأي كتاب، حديث يتحدث عن تحدث النبي بألفاظ نعتبرها في عصرنا الحالي خارجة وكان موضوع الحديث أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليتوب إليه من ذنب الزنا وأمر برجم هذا الرجل، هذا لأن الكثير من النصارى يشككون في ديننا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي بينت رقمه هو في صحيح البخاري، وهو عند مسلم وغيرهما من أهل الحديث، ونصه كما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت، قال: لا، يا رسول الله، قال: أنكتها لا يكني، قال: فعند ذلك أمر برجمه. وهذا الحديث حجة في شفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء رحمة للعالمين، فلقد أخذ يلقنه حجة يستر بها نفسه لينجو من الرجم، ولكن الرجل كان قوي الإيمان وشديد الخوف من ربه، ففضل أن يرجم تطهيرا لجسده وتعجيلا للعقوبة لينجو من عذاب الله يوم القيامة. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من ابتلي بشيء من المعاصي بالستر على نفسه، قال: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، فمن أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله.

ثم إنه صار من المسلَّم الآن أن الزنا له دور كبير في نقل فيروسات مرض الأيدز وهو يؤكد إعجاز هذه السنة المطهرة، فقد روى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.

وإنه من المكابرة الآن أن يدافع المرء عن الزناة، فقد اعترف العالم بأسره بضرر الزنا على الفرد وعلى المجتمع، ولاشك أن الزاني المحصن أبلغ في الإثم من الزاني البكر، ولذا جاء الشرع الحكيم يفرق بينهما في الحد.

وعليك أيها الأخ الكريم، أن لا تتأثر من تشكيك النصارى في ديننا فإن ذلك حسد منهم وليس نقصا في ديننا، وهم لن يرضوا عنا إلا إذا اتبعنا ما هم عليه من الباطل، قال تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ {البقرة: 120}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني