الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آبارعلي والتنعيم ومسجد عائشة

السؤال

هل من لمحة عن آبار علي بالمدينة المنورة ، نفس الشيء عن مسجد التنعيم أو مسجد عائشة؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن البلدة التي تسمى الآن آبار علي هي بلدة ذي الحليفة المعروفة قديماً والتي أحرم منها النبي صلى الله عليه وسلم وحددها محل إحرام ومهل لأهل المدينة، كما في الصحيحين وغيرهما ، وذو الحليفة تصغير ذي الحلفة (وهو النبات المعروف) وهي ماء لبني جعشم.

ويسمى المسجد الذي بها والذي أحرم منه النبي صلى الله عليه وسلم مسجد الشجرة وهي داخلة في حرم المدينة، على بعد ثلاثة أميال من المدينة وقيل ستة أميال وقيل غير ذلك، وهي أبعد المواقيت التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وأفضلها على قول بعض أهل العلم لأن المحرم منها يحرم من حرم المدينة وفي بعدها تعظيم لأجر المحرمين منها، وقيل رفقا بأهل الآفاق لأن أهل المدينة أقرب أهل الآفاق إلى مكة ممن له ميقات معين.

وقد اختلف في سبب تسميتها بآبار علي، قال بعض أهل العلم هي تسمية من العوام، ولا يعرف أهل العلم نسبتها إليه.. ويظن العوام أن عليا رضي الله عنه قاتل في بعض تلك الآبار الجن وهو كذب، قال ابن تيمية في الفتاوى: ... فإن الجن لم يقاتلهم أحد من الصحابة وعلي أرفع قدرا من أن يثبت الجن لقتاله، ولا فضيلة لهذه البير ولا مذمة ولا يستحب أن يرمي بها حجراً ولا غيره.

وأما التنعيم أو مسجد التنعيم فهو مكان معروف خارج حرم مكة وهو على أربعة أميال من مكة القديمة إلى جهة المدينة، و التنعيم جبل صغير... وهو أقرب مكان من الحل من مكة ولهذا قالت عائشة في حديث عمرتها من التنعيم.. (... وكان أدناها من الحرم التنعيم فأحرمت منه)

ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح وغيره عن موسى بن عقبة أن موضع مسجد التنعيم هو الذي صلى فيه خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه ركعتين عندما خرج به كفار قريش إلى الحل ليقتلوه، ولا نعلم سببا لتسميته بمسجد عائشة رضي الله عنها إلا كون النبي صلى الله عليه وسلم أمرها _عندما أرادت أن تعتمر_، أمرها أن تعتمر من التنعيم كما في الصحيحين وغيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني