الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثبوت سماع الحسن البصري من أبي بكرة

السؤال

يروي الحسن البصري عن أبي بكرة ، فهل سمع الحسن من أبي بكرة كل الأحاديث التي حدث بها عنه؟ مع ذكر أقوال العلماء بارك الله فيكم. وغرض السؤال أن معظم أحاديث الحسن عن أبي بكرة في الصحيحين معنعنة فهل هو محمول على الاتصال؟ وأرجو الإفادة هل الحسن البصري كثير التدليس؟ حيث إني قرأت لابن حجر من قبل وضل عني المصدر الآن أنه وضع البصري في أول الطبقات وقال إن الأولى أنه ليس مدلسا من كان في هذه الطبقة ولكنهم يلحقون بالمرسلين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ثبت سماع الحسن من أبي بكرة عند أهل العلم لتصريحه بسماعه في أكثر من حديث. قال البخاري في صحيحه....: وتابعه موسى عن مبارك عن الحسن قال: أخبرني أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في موضع آخر: ... وقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة، ثم قال البخاري بعد أن ساق الحديث: قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. اهـ.

قال الحافظ: الحسن كان يرسل كثيرا عمن لم يلقهم بصيغة عن، فخشي أن تكون روايته عن أبي بكرة مرسلة، فلما جاءت هذه الرواية مصرحة بسماعه من أبي بكرة ثبت عنده أنه سمعه منه. اهـ.

وأما ما في الصحيحين مما عنعنه محمول عند أهل العلم على أن صاحبي الصحيح اطلعا على كونه متصلا من طريق أخرى.

وأما كونه مدلسا فقال الذهبي: قال ابن سعد: كان جامعا عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما، إلى أن قال: وما أرسله فليس هو بحجة. قلت: وهو مدلس فلا يحتج بقوله عن في من لم يدركه، وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه، والله أعلم، ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس، كبير الشأن عديم النظير. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني