الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قبول نكاح من كان على علاقة بفتاة ثم تاب

السؤال

تقدم لي شاب وقبل الخطبة اعترف لي أنه كان على علاقة بفتاة أخرى ولمدة تزيد عن عام وارتكب معها أخطاء كثيرة وإن لم تصل إلى حد العلاقة الكاملة، وأنه أفاق من ذنبه وقطع علاقته بهذه الفتاة وعاد إلى الله ورجع وندم وبكى كثيرا بين يدي الله وتاب توبة نصوحا وأنه قد بدأ بالفعل مشواره في التقرب من الله وهو يريد أن يرتبط بي لأني إنسانة ملتزمة وسوف أعينه على التقرب من الله وأعينه على أداء الطاعات فماذا أفعل هل أتم الخطبة أم أرفضه أم ماذا أفعل أعينوني على أمري. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك على ما ذكرت من الإنابة والرجوع إلى الله والتوبة النصوح والتقرب من الله عز وجل فإنه ممن يُرْضَى دينه وخلقه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي، وهذا الشاب وإن كان قد فعل ما وصف لكنه قد تاب كما ذكرت. والتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب عليه، ولذا ننصحك بالزواج منه إن كان جاداً يريد الزواج، وعليه أن يأتي البيوت من أبوابها فيطلبك من أهلك، وعليك قطع علاقتك به ما لم يعقد عليك، واحذري أن يكون ما يذكره لك من التوبة من باب الاستدراج لك ليجرك إلى ما حصل مع الفتاة الأولى . وكان ينبغي على هذا الشاب أن يستر نفسه ولا يخبر أحداً بعلاقته بتلك الفتاة وما فعله من أخطاء تاب منها وندم. قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني