الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلام علماء الجرح والتعديل في عمرو بن مرزوق

السؤال

قد سألت من قبل عن عمرو بن مرزوق الباهلي وقد تفضلتم بشرح ما خفي علي من كلام بعض العلماء فيه بارك الله فيكم وأريد أن أسأل عن قول علي المديني الذي ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (تركوا حديث العمرين والفهرين) فما معناه؟ فقد فسره الذهبي بعمرو بن مرزوق وآخر اسمه عمرو أيضا ولكني استشكلت حيث البديهي أن يقال (حديث العمروين او العمروان) ولأنه لا يخفى على المديني أقوال جهابذة علم الرجال في عمرو بن مرزوق وهو وإن أراد مخالفتهم فلن يكذب عليهم
والسؤال: إن كان بالفعل يقصد عمرو بن مرزوق الباهلي من هؤلاء الذين تركوا حديثه؟ (وثقه سليمان بن حرب! (متعنت جداً) وعفان !(أشدهم تعنتا) يحيى بن معين ومدحه جدا! وكذلك أحمد بن حنبل! وبلغ به منتهى الثقة والتعديل أبو حاتم!!! وأرجو توضيح أيضا لماذا لم يرو عنه البخاري إلا مقرونا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن علماء الجرح والتعديل اختلفوا في عمرو بن مرزوق كما اختلفوا في غيره من الرواة، فضعفه يحيى القطان شيخ علي بن المديني والعجلي والدارقطني والحاكم، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، ووثقه الأكثرون وردوا على من ضعفه.

قال أبو زرعة: سمعت أحمد. وقلت له: علي بن المديني يتكلم في عمرو بن مرزوق فقال: رجل صالح لا أدري ما يقول علي..... وقال: ثقة، ففتشنا على ما قيل فيه فلم نجد له أصلاً، ووثقه يحيى بن معين وأبو حاتم وابن سعد، وابن القطان وابن المديني من المتشددين في الجرح، ولذلك اعتمد الذهبي والحافظ وغيرهما توثيق من وثقه.

أما قولك فسره الذهبي، فغير صحيح، لأن عبارة علي بن المديني رواها العقيلي في الضعفاء قال: قال علي بن المديني تركوا حديث... يعني عمرو بن مرزوق وعمرو بن حكام، فالظاهر أنها من كلام العقيلي أو أحد الرواة عن ابن المديني.

أما قوله: (العَمرين) بفتح المهملة فصحيح من جهة اللغة، لأن الواو الزائدة في عمرو ترسم في الاسم المفرد فقط للتفريق بينه وبين عمر، أما في المثنى فلا ترسم كما هو معلوم عند أهل اللغة، فيقال: العَمران والعَمرين.

أما عدم رواية البخاري عنه إلا مقروناً، فإن البخاري لم يرو عن جميع الثقات، فقد ترك كثيراً من الثقات لم يدخلهم صحيحه، فربما لم يكن على شرطه أو تأثر بكلام يحيى القطان فيه، لأنه أدركه وسمع منه ، أو تأثر بكلام ابن المديني، لأنه شيخه في هذا الباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني