الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتنة القبر ومن ينجو منها

السؤال

ما هي فتنة عذاب القبر؟ سمعت أحد المحاضرين يذكره في أحد أشرطته أن من لا يحضر فتنة المسيح الدجال تحضره فتنة القبر وكنت لم أفهم إذا كان المراد عذاب القبر أو شيء آخر.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يقال فتنة عذاب القبر؛ وإنما يقال فتنة القبر وعذاب القبر.

أما فتنة القبر، فهي سؤال الملكين له، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا، وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين.

وفتنة القبر لا ينجو منها إلا الشهيد والمرابط الذي يحرس ثغرا من ثغور الإسلام إذا مات في حال الرباط.

فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. رواه النسائي وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان، رواه مسلم.

وأما عذاب القبر، فهو ثابت بالكتاب والسنة لمن يستحقه، وانظر أدلة ثبوته في الفتوى رقم: 2112.

وأما ما نسبته لذلك المحاضر فلم نطلع على عبارته، ولكن لعل المقصود من تلك العبارة التي أوردتها هو أن الإنسان وإن سلم من فتنة المسيح الدجال لكونه لم يدركه فإنه معرض لفتنة القبر، وهذا حق .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني