الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين صيام داود ومحمد عليهما الصلاة والسلام

السؤال

أنا شاب وأقوى على الصيام هل صوم سيدنا داوود عليه السلام يعني عدم تشبهي بعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه من الأفضل أن أصوم صومه عليه السلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صيام داود عليه السلام هو أفضل الصيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. رواه الجماعة واللفظ للنسائي.

وفي رواية متفق عليها: أحب الصيام إلى الله صيام داود. قال الحافظ في الفتح: يقتضي ثبوت الأفضلية مطلقاً.

ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن صيام يوم وإفطار يوم إذا تعارض مع يوم سُن صومه كالاثنين والخميس قدم على صيامه لمطلق هذه الأفضلية.

قال في فتوحات الوهاب: وظاهر كلامهم أن من فعله -يعني صيام داود- فوافق فطره يوماً سُن صومه كالاثنين والخميس أو البيض يكون فطره فيه أفضل ليتم له صوم يوم وإفطار يوم. اهـ

واعلم أن الاقتداء بصيام داود عليه السلام لا يعني عدم الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لأمرين:

الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحبه لنا وندب عبد الله بن عمرو لصيامه.

الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور بالاقتداء بالأنبياء من قبله، ومنهم داود عليه السلام، ففي صحيح البخاري عن العوام قال: سألت مجاهدا عن سجدة (ص)، فقال: سألت ابن عباس عن سجدة (ص) فقال: أو تقرأ: وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ.... إلى قوله تعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ. وكان داود عليه السلام ممن أمر نبيكم بالاقتداء به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني