الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزجر الشديد عن قطع الأرحام

السؤال

أنا الأخ الأكبرلأخ وأختين وهم من أم ثانية .. وبعد وفاة والدي حدثت خلافات بيني وبين أمهم على الميراث وانتهت هذه الخلافات ولكني لم أرهم من وقتها حتى يومنا هذا .. والآن حاولت أن أصل رحمي معهم وأبحث عن رقم التليفون الخاص بهم الذي لم تكن والدتهم تريد أن أعرفه وطلبت من عمي ألا يعطيني إياه .. مع العلم أنهم انتقلوا إلى منزل آخر .. وبعد محاولات عرفت رقم موبايل أخي واتصلت به وطلبت أن أراهم فلم ترض والدتهم وقالت إنها ستغضب عليهم إن فعلوا هذا وأنها لن ترضى عنهم إلى يوم الدين .. وأبلغت عمي بأن يقول لي أن لا أتصل بهم مرة أخرى .. وسؤالي هو .. هل أنا بهذا أعتبر قاطع رحم وينطبق علي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع " وغيره من الأحاديث الخاصة بصلة الرحم .. وهل يأثمون هم بفعلهم هذا.. مع العلم أني أدعو الله لهم ولأمهم أن يرقق قلوبهم علي ويهديهم .. وأريد من سيادتكم أن يكون الرد موجها لهم أيضا حيث أني سأبعث لهم بهذه الصفحة بعد الرد عليها وهذه محاولة أخرى مني معهم .. جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أعظم ما يفرح به الشيطان هوأن ينزغ بين أهل الإسلام ويفرق بين القريب وقريبه، ويغرس بينهم العداوة والبغضاء، ولا يستجيب لدعوته ويتبع خطواته إلا ضعفاء الإيمان، أما المؤمنون الصادقون فيعلمون أن الدنيا لا تستحق أن يغضب الإنسان من أجلها، ولا أن يقطع رحمه التي أمر الله بوصلها، ولذا فإننا نتوجه بالنصح الصادق لك ولإخوتك بأن تتجاهلوا ما مضى وتفتحوا صفحة جديدة ترضي الرحمن وتغضب الشيطان، وتذكروا جميعا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع رحم. والحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود واللفظ له من حديث جبير بن مطعم. وكفى بهذا الحديث رادعا لمن يخشى الله تعالى ويتقي سخطه.

واعلم أخي أنك إن فعلت ما أمرك به الشرع من الصلة ثم قطعوك فقد فعلت ما عليك والإثم عليهم هم. وعلى إخوانك أن يقومو بحق الصلة ولو كان ذلك بدون علم إمهم إن خافوا غضبها، وليس من حق الوالدين أن يأمرا بالقطيعة والمعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني