الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لي أخت تعاني من خدر في أطرافها عند قراءة القرآن، وخاصة الآيات المتعلقة بالسحر، مع الإحساس بوخز كالإبر أو أشد في أنحاء مختلفة من جسمها، وآلام في الظهر، وعدم قدره على النوم المتواصل، إلا إذا وضعت شريط قرآن على أذنها عند النوم. فهل تحتاج إلى العلاج بالرقية الشرعية؟ وأيهما أفضل أن ترقي نفسها، أم تذهب إلى رجل صالح يرقيها؟ وإن كان الأفضل أن ترقي نفسها، فما هي الطرق السليمة لذلك؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيحتمل أن يكون ما أصاب أختك هو سحر أو مس، والعلاج يكون بالرقية الشرعية المذكورة في الفتاوى التالية: 4310، 2244، 28793.

مع الإكثار من الدعاء والاستغفار، وتلاوة القرآن الكريم، والمحافظة على الأذكار اليومية، والبعد عن المعاصي، فإن ذلك مما يعين على تأثير الرقية الشرعية، ولا شك أن رقيتها لنفسها أفضل وأدعى للإخلاص، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه ولا يطلب الرقية من غيره، ففي صحيح البخاري عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا آوى إلى فراشه نفث على كفيه بـقل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعاً، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده. وفي الصحيحين عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.

ومما يدل على ذلك أيضاً حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب قال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون. متفق عليه، قال ابن تيمية: فهؤلاء من أمته، وقد مدحهم بأنهم لا يسترقون، والاسترقاء أن يطلب من غيره أن يرقيه، والرقية من الدعاء، وكان هو يرقي نفسه وغيره ولا يطلب من أحد أن يرقيه. انتهى.

كما يجوز لها طلب الرقية من أهل الورع والصلاح ممن يلتزمون بالرقية الشرعية، إن لم تتحسن حالتها، والله نسأل أن يشفي مرضى المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني