الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للوالد حق في راتب ابنته

السؤال

انفصل أبي عن أمي وعمري سنتان سافر لمدينة أخرى وتزوج فيها وأنجب 6 أولاد وبنتين ونسينا أنا وأختي وأخي أنا أصغرهم لم أره إلا وعمري 13 سنة ولم أسمع عنه إلا قضايا المحاكم والمنازعات مع أمي لم يكفلنا ولم يرعنا منع أختي الكبرى من التعليم لرفضه المصروفات ومنع أخي من أرضه الزراعية حتى مرض نفسيا ومنحها لأعمامى وأبنائهم الذين أصبحوا يعايروننا بذلك اضطرت أمي لتعمل عاملة بمدرسة الحي تنظف الفصول وترسل وآخر النهار تزرع مع والدها عانت وشقيت لتوفر الحياة الكريمة ولتعالج أخي في وسط هذه الظروف الحالكة اجتهدت اجتهادا عظيما لأدرس في الجامعة الحكومية الوحيدة حينها وتخرجت بتفوق بحمدالله واشتغلت في مؤسسة ناجحة وكفلت أمي وأختي وبنيت لهم مسكنا وأصبحت مسئولة عن كل متطلبات الحياه لهم وأخلص في ذلك ما استطعت لأعوضهم عن مالاقوه من بؤس وشقاء ثم تزوجت ورفض حضور عقد قراني وتوكل لي عمي ليعايرونى بذلك طول عمري وأنجبت ولدي الأول ولم يأت ليراه أو يبارك وأنجبت ابنتي الثانية وتوفيت ولم يأت ليعزينى ولاتليفون ولاخطاب بالصريح هو ناس تماما أن له أبناء من لحمه لم أحادثه غير مرة واحدة في عمري سافرت إليه من الجامعة رغم اعتراض أمي فقالت لى إنه لن ينصرك فترجيته يمنح أرضه لأخى ليشفى لا لمردود مادي فردنى خائبة محزونة وبعدها لم أسمع صوته مرة أخرى يأتى لبلدنا لمناسبات زواج بنات أعمامي ويمكث عندهم لم يات إلينا في بيت جدى مطلقا ليرانا أشتاق إليه بالغريزة وأبكي بكاء حارا مرا وأكسر كرامتي وأمشي أبحث عنه في بيت عمتي ولم يعرني أي اهتمام ولم يسأل عن حالي وإنما يواصل حديثه عادي مع الجالسين وأنا واحدة منهم يصرف على أبنائه الآخرين بسخاء رباهم وكبرهم وعلمهم وزوجهم وأنا وأشقائي لاشيئ. السؤال 1: هل يجب على الحق الشرعي له السدس من مرتبي علما بأن مرتبي أفصله بين مشاركة زوجي في مسئوليات بيتي و بين مسئوليتي التامة تجاه بيت اهلى من فواتير الماء والكهرباء والتلفون ومصاريف المأكل والمشرب والملبس والعلاج ومجاملات أمي وسفرها للاجتماعيات إلى كل شيئ فلا مصدر لهم غيرى مع رحمة الله. السؤال : اذا كان يحق له ذلك أرجو حسابه لى بالتفاصيل التالية:اشتغلت يوم 29/1/1999. بدأ مرتبي بما يعادل 100 دولار وتدرجت إلى أن وصل 400 دولار إضافة إلى بعض الاستحقاقات الأخرى بمناسبات الأعياد 300 دولار لعيد الفطر و300 للأضحى و300 دولار لبس مرة فى السنة وترحيل 600 دولار مرة في السنة. أرجو إفادتكم العاجلة أعانكم الله لما فيه خير الإسلام والمسلمين فأمري شائك وحيرنى والعمر مامعروف لأقضي ديني تجاهه إذا كان له على حق

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعينك ويوفقك على ما تسعين فيه من كفالة والدتك وأختك، وأن يجزل لك الأجر والمثوبة على ما تبذلين وما تسعين فيه من الخير، وأن يأجرك وإخوانك في مصيبتكم في والدكم وأن يخلفكم خيرا منها. ونسأل الله أن يهدي هذا الوالد ويرده إلى جادة الصواب، فإنه بتخليه عن مسؤليته تجاه أبنائه وتعامله معهم هذه المعاملة القاسية والمهينة يتحمل وزرا كبيرا وإثما عظيما؛ لما ورد أن الرجل راع لأهل بيته ومسؤل عنهم، فعليه أن يتقي الله في ما استرعاه الله. فعن معقل بن يسار أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة. رواه البخاري. وهو عند مسلم بلفظ: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. وروى النسائي وابن حبان بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته. وفي المسند وصحيح مسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. ولفظ مسلم: كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته. أما ما يجب عليك أختي السائلة من حق تجاه والدك فهو الصبر على تنكره وجفائه ومقاطعته، وعدم معاملته بالمثل، بل عليك أنت وإخوانك صلته وبره، ودعاء الله أن يصلحه ويهديه؛ فإن للوالد حقا ولو كان مشركا. أما عما يجب له من حق في مرتبك، فليس له حق سوى الصلة بالمعروف، ولا يجب عليك إعطاؤه من مالك إلا في حالة كونه فقيرا محتاجا للنفقة فتعطينه ما يكفيه، أما وهو مستغن وغير محتاج، فلا يجب عليك شيء من مؤنته، وباب الصلة أوسع من بذل المال، فيكون بالسلام والكلام وترك الهجر والهدية وغير ذلك. وفقك الله لما يحب ويرضى، وهدى الله والدك للقيام بواجبه ومسؤليته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني