الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تشرع الاستخارة للعلاج

السؤال

أنا فتاة أعاني من قصر النظر فأشارت والدتي حفظها الله علي أن أجري عملية الليزك فوافقت في البداية ثم استخرت لذلك فلم أرتح، فلما جاء يوم العملية المقرر رفضت ذلك لأني لم أكن مرتاحة لذلك فأدى ذلك إلى غضب أمي، ولكن يعلم الله أني لم أرد إغضابها، ولكن لم أرتح لعملية الليزك بعد صلاة الاستخارة وصليتها سبع مرات، مع العلم بأني كنت موافقة في البداية ولكن يوم الاستخارة رفضت، هل كانت صلاتي في محلها أم كان المفروض أن أفعلها من غير أن أصلي، أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان في قصر النظر المذكور ضرر حاصل بالفعل أو يمكن أن يسبب ضرراً، فهذا مرض ينبغي للمسلم السعي في علاجه، وضرر ينبغي أن يزيله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء. رواه أصحاب السنن، وقال صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ، ومن القواعد الفقهية: الضرر يزال.

وعلى ذلك فالاستخارة هنا غير مطلوبة فقد قال أهل العلم: إن الاستخارة لا تكون إلا فيما لا يعرف وجه الصواب فيه، وأما ما يعرف نفعه أو ضرره أو خيره أو شره.... فلا استخارة فيه.

أما إذا كان شيئاً بسيطاً لا يترتب عليه ضرر فما فعلت من الاستخارة هو السنة، وما فيه الخير هو ما تفعلين بعد ذلك من القدوم على العملية أو الإحجام عنها؛ لأن الله تعالى يسره لك. وهنا ينبغي أن تقنعي أمك بطريقة ودية حتى تحصلي على رضاها فإن ذلك من برها والإحسان إليها وهي لا تريد لك إلا الخير، ولا مانع من إعادة الاستخارة مرة أخرى ما لم يتضح وجه الصواب، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 4823، والفتوى رقم: 17290.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني