الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ائتمن شخصا ليتاجر له في ماله فوضعه في بنك ربوي

السؤال

شخص وضع ماله عند رجل لتشغيله بمشاريع الإسكان وبعد فترة طويلة اكتشف أن الرجل يضع ماله في بنك ربوي فماذا يفعل بأصل ماله وبالأرباح حيث إن الأرباح ليس بأكملها من البنك إنما هي من ناتج مشاريع الإسكان والبناء؟جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلاشك أن هذا الشخص قد ارتكب إثما عظيماً بوضعه هذه الأموال في البنك الربوي وذلك من جهتين: من جهة خيانة من ائتمنه عليها وسلمها إليه ليضارب بها مضاربة مشروعة، ومن جهه وضعها في بنك ربوي. فإذا علم صاحب المال بحال هذا الشخص فيجب عليه المبادرة إلى سحب هذا المال من البنك. وبالنسبة للأرباح التي نتجت فإنها ينظر فيها حسب الآتي، فما نتج من الأرباح عن الاستثمار الشرعي في الإسكان فهو بينه وبين صاحب المال حسب الاتفاق المبرم بينهما، وأما الأرباح الناتجة عن وضع المال في البنك فليست ملكا لصاحب المال ولا للشخص المذكور لأنها مال خبيث لا يملك، ولكن تؤخذ هذه الأرباح وتصرف على الفقراء والمساكين مع ضمان الشخص المذكور لرأس المال في هذه الحالة لأنه تعدى وظلم بالتصرف في المال على خلاف المتفق عليه، كما أنه ليس له أي أجر في تلك المدة؛ إذ لا أجر على منفعة محرمة أو عمل محرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني