الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحملنك استبطاء الرزق طلبه بمعصية الله

السؤال

أبلغ من العمر ستين عاما، رغم مؤهلاتي العلمية العالية وخبراتي المهنية المتميزة فإنني لم أحصل على عمل في بلاد الكفر التي اضطررت للعيش فيها. عملت حمالا حتى تقوس ظهري و نال مني المرض ففصلت. أعول خمسة اطفال ولا أجد الآن ما أسد به رمقهم. كثرت علي الديون وتراكمت الهموم. لا أريد أن أسرق أو أستجدي؛ هل يجوز لي لعب اليانصيب فقد ضاق بي الحال لدرجة صرت أخاف معها على قواي العقلية وتماسك أسرتي؟ إن كانت الإجابة لا فدلوني ماذا أفعل وأنا شيخ أخاف الله وأجله.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القمار ( اليانصيب )من كبائر الذنوب، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}. ولشدة قبحه قرنه الله تعالى بعبادة الأصنام وبالخمر والأزلام، وما فيه من النفع مغمور في بحار مضاره ومفاسده.

فعلى الأخ السائل أن يتقي الله وينصرف عن هذا الذي يريده وليحسن الظن بالله تعالى فإنه لم يجعل الرزق فيما حرم، ولن يعدم السائل بابا حلالا للرزق إذا جد واجتهد، وفي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن يطلبه أحدكم بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن ماجة.

نسأل الله له الرزق الحلال الواسع والثبات على الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني