الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ممارسة الرياضة في قاعة بها نساء

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم بعد الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ..أولا وقبل السؤال أريد أن أوجه لكم جزيل الشكر والامتنان على هذا الموقع والخدمة الرائعة في الرد على أسئلتنا في ظل المتناقضات التي نعيشها في تلك الأيام داعيا الله عز وجل أن يجزيكم كل الخير على هذا العمل الرائع والمفيد.فأنا رجل يعمل مدربا لرياضة التايكوندو بجانب عملى كمحاسب ومخطط أعمال في إحدى الشركات الأجنبية ولا أستطيع أن أقول إنني ملتزم دينيا بما تحمل الكلمة من معاني ولكني أسعى جاهدا أن أكون ملتزما بأوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولي صديق بمثابة الأخ لي وهو ملتزم ومطلق لحيته ومتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن حدث بيننا خلاف في مسألة أريد توضح الأمر الشرعي فيها وهي أنني كنت في إحدى البطولات التى ينظمها الاتحاد العام لرياضة التايكوندو وكان معي صديقي وأخي الملتزم وبمجرد أن دخلنا قاعة البطولة ونظر إلى القاعة قال إن تلك القاعة قاعة منكر ولا يستطيع أن يجلس بها وبسؤاله لما قال تلك الكلمات رد علينا وقال إن بها اختلاطا بين النساء والرجال على أن هؤلاء النساء والفتيات كن يجلسن بمفردهن وليس معهن أي رجال في آخر المدرج بما يعني أنه حين يريد أي شخص أن ينظر إليهن أن يلتفت التفاتة كاملة للنظر إليهن وقال أيضا أن القاعة بها موسيقى وكان محقا في ذلك ولكن عندما طلبنا من القائمين على البطولة أن يغلقوا الموسيقى لبوا طلبنا على الفور وأغلقوها فقلت لصديقي مستشهدا بالقول إن الضرورات تبيح المحظورات في حالة وجد النساء في آخر القاعة قال إن الرياضة ليست شيئا مهما ولن يدخلنا الله جل وعلا في علاه الجنة بسبب الرياضة وآخذ يسفه من أمر الرياضة وأخذ طول اليوم يؤنبنا على ذلك وقد فاض بي الكيل وتملكني الغضب وقلت له لم تكن أنت لوحدك المؤمن ونحن الكافرين (أعرف أنني أخطأت في هذه الكلمة وأسأل الله عز وجل أن يغفر لي) ولكنه قال لي في اليوم التالي إن هذه الكلمة لا تصدر من شخص فاهم أمور دينه وأننى لا أفرق بين المعصية وفعل الصواب مما آلمنى ذلك كثيرا وترك في قلبي شيئا تجاهه لذا فأنا أرجو من حضراتكم أن تبينوا لي حكم الشرع في هذا الموقف من كل جوانبه؟ وهل طريقة معاملة صديقي وأخي صحيحة وتسمى غضبة لله عز وجل أم لا؟
وجزاكم الله عنا وعن المسلمين جميعا كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ممارسة الرياضة البدنية والذهنية أمر مشروع في أصله ما لم يوجد فيه ما يخالف الشرع من كشف العورات، واختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وسماع الموسيقى، وتضييع الأوقات... كما يحرم الركوع أو السجود أو فعل شيء من الطقوس عند ممارسة الرياضة كما يفعل الوثنيون...

فإذا كانت النساء اللواتي يحضرن معكم في القاعة متبرجات (غير محجبات) أو كان من الرجال من لم يستر عورته، فإن هذا منكر لوجوب ستر العورة.

ولهذا، فإن على المسلم أن يتجنب هذا المكان الذي يشاهد فيه المنكر، وللمزيد يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 17474، 19584.

وأما قولك: إن الضرورات تبيح المحظورات، فهذا قول صحيح في أصله، وقاعدة فقهية أصلها قول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة: 173}.

وقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.

ولكنك استشهدت به في غير محله حسبما يبدو؛ لأنكم لم تكونوا مضطرين لممارسة الرياضة عموماً، وفي ذلك المكان خصوصاً، مع أنه يجوز لكم ممارسة الرياضة -كما أسلفنا- إذا روعيت الضوابط الشرعية.

ولهذا نوصيك وصديقك وجميع إخوانكم بتقوى الله تعالى والتآلف والتآخي فيما بينكم، ولتحذروا من نزغات الشيطان التي تفسد الأخوة والمودة، وإذا تحدثتم في أمر كهذا أو في غيره فليكن ذلك باحترام وبأسلوب علمي هادئ وودي، فقد حذر الإسلام من التفرقة والشحناء والغضب، قال الله تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ {آل عمران: 103}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل سأله الوصية: لا تغضب. فرد عليه مراراً وفي كلها يقول له: لا تغضب.

نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوبكم ويصلح ذات بينكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني