الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيخ أحمد شاكر والمحلى والإحكام

السؤال

علمت أن العلامة أحمد محمد شاكر له عمل على كتاب المحلى لابن حزم والإحكام في أصول الأحكام . فما هو هذا العمل هل هو مناقشة أم مجرد مقدمة أم حكم على الأحاديث المحتج بها؟ وأرجو أن ترشدوني إلى أعظم وأجل الكتب في الرد على أهل الظاهر عامة وابن حزم خاصة والتي ترونها وافية كافية ذات حجة بالغة خلا أعلام الموقعين .بارك الله فيكم ورحمكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اطلعنا على نسخة المحلى التي طبعتها دار الفكر ـ بيروت، وهي مصورة عن المطبعة المنيرية، لصاحبها محمد منير الدمشقي، وهي بدون مقدمة الشيخ أحمد شاكر، ولا ندري هل حذفوها أو لم يكتب مقدمة يشرح فيها منهجه في العمل. وباستقراء عمل الشيخ في الكتاب وجدنا أنه رحمه الله قد قابل بين نسخ الكتاب المخطوط وصححه وأثبت الفروق بين النسخ، وضبط أحاديث الكتاب التي يرويها ابن حزم بإسناده وراجعها على كتب الأصول، وخرج بعض الأحاديث وناقش بعضها وحكم على بعض الأسانيد. كما أن الشيخ شرح بعض الغامض وضبط بعض الأسماء، وله بعض الاختيارات الفقهية والتوجيهات، كما أنه ناقش ابن حزم في بعض المسائل. ثم إن الشيخ قد صنع فهرساً لمسائل الكتاب في نهاية كل جزء. هذا، وليعلم أن إخراج الشيخ للمحلى كان في بداية إنتاج الشيخ العلمي، وأهمية عمله الأساسية كانت في إخراج الكتاب محققاً في صورة قشيبة وليس في التعليق والتحشية عليه. وأما عمله في إحكام الأحكام فلم يتيسر لنا الاطلاع عليه. وأما الرد على ابن حزم فتجده في ثنايا الكتب التي ترجمت له، ومن أهمها وأوسعها كتاب: ابن حزم وفقهه وآرؤه. للشيخ محمد أبو زهرة، كما يمكنك الاستماع لمحاضرة بعنوان: وقفة مع الإمام ابن حزم. للشيخ عبد الرحيم الطحان ضمن شرحه لجامع الإمام الترمذي. رحمه الله. هذا، وإن من أحسن ما ألف عن فقه الظاهرية كتاب: الدليل عند الظاهرية للدكتور نور الدين الخادمي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني