الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخالفة القوانين المرورية

السؤال

سؤالي هو ما حكم من لا يجد عملا ولديه أطفال ولكن لديه سيارة خاصة ينقل بها الناس بأجرة وهذا مخالف للقوانين المرورية فهل ما يكسبه من مال بهذه الطريقة حرام أم يكون آثماً فقط وماله حلال ؟ أفتونا مأجورين

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل هو وجوب الالتزام بالقوانين المرورية التي لا تخالف الشرع، لأن هذه القوانين ما وضعت إلا لتحقيق مصلحة الناس ودرء الخطر والشر عنهم، ولكن إذا اضطر المسلم ضرورة ملجئة لمخالفتها فلا حرج عليه في ذلك، فإن الضرورات تبيح المحظورات كما هو معلوم، والأصل في ذلك قول الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. ونحو ذلك من الآيات.

وبناء على ذلك، فإذا كنت لا تجد عملا آخر ولاتجد ما تنفقه على نفسك وعلى أطفالك إلا ما تحصله من نقل الناس بالأجرة فلا حرج عليك في هذا العمل، علما بأن الضرورة تقدر بقدرها، فلا يجوز لك من العمل إلا بالقدر الذي تندفع به ضرورتك، ومتى ما وجدت عملا آخر مباحا وجب عليك التوقف عن العمل الذي يخالف هذه القوانين، ونسأل الله أن يغنيك من فضله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني