الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءتا مالك وملك، وقول السلام على من اتبع الهدى

السؤال

قرأت في أحد المنتديات: يعلم الجميع بأن سورة الفاتحة لها قراءتان تختلفان في الآية الثالثة "مالك يوم الدين"، أو "ملك يوم الدين" فما الفرق بينهما؟ ولم الاختلاف؟ والإجابة على ذلك: بأن كلاهما صحيح، وبدون خلاف، ولكن توجد فروق لغوية بينهما أوضحها لكم.المالك: هو من يملك الشيء، ولكن قد لا يحكم! الملك: هو من بيده الحكم، ولكن قد لا يملك!! وأراد ربك بأن يقول لنا بأنه الملك والمالك، فهو يملك كل شيء، وهو الحاكم الوحيد، والمطلق لكل شيء. لا إله إلا هو، عظم شأنه: قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد.ما تعليقكم عليها: وعلى السلام على اتبع الهدى؟ أليس تقال للكفار؟ وقد نصحته ولا يسمع النصيحة.وجزاكم الله خيرًا، أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكر في السؤال من معنى ملك ومالك وارد ومحتمل، وقد ورد غير هذا المعنى في كتب التفسير، فمن ذلك ما ذكره القرطبي عن بعض أهل العلم أن مالك أبلغ في مدح الخالق من ملك، وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك، والفرق بينهما أن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك، وإذا كان الله تعالى مالكًا كان ملكًا.. وفيها بحث طويل بإمكانك الرجوع إليه في كتب التفسير كما نرجو الاطلاع على الفتوى: 11233

وأما قوله "والسلام على من اتبع الهدى"، فبتتبع النصوص واستقرائها نجد أنها ترد في نصوص الوحي دائما خطابا لغير المسلمين، كما في قوله تعالى حكاية عن نبيه موسى عليه السلام عندما كان يخاطب فرعون ويدعوه إلى الله تعالى فقال: قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى {طه: 47}.

وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- في رسائله التي كان يبعث بها إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام كما في الصحيحين وغيرهما.

وقال أهل التفسير: ليس المراد بها التحية والدعاء.. إنما معناها سلم من عذاب الله من أسلم وقيل معناها: سلام الملائكة في الجنة على المهتدين، وقيل: السلامة لمن اتبع هدى الله تعالى.

وقال ابن كثير في التفسير: والسلام عليك إن اتبعت الهدى، ثم ذكر كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قيصر، وإلى مسيلمة الكذاب، وفيهما: والسلام على من اتبع الهدى.

وعلى هذا، فلا ينبغي أن يخاطب المسلم أخاه بهذا اللفظ لأنه خلاف السنة، ولما فيه من التعريض به لاحتمال أن يفهم أنه لا يتبع هدى الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني