الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اليمين على نية الحالف

السؤال

الشيخ الفاضل د.عبدالله الفقيه حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ وأن يعز به دينه وأن يعينه على الصدع بالحق وأن يقيه كل شر وبلاء ومكروه
السؤال: حلفت بالله على ابني أن لا يعمل صيانة لدراجته المفككة ولا يلمسها وذلك خوفا من العبث بملابسه وجدران البيت وكانت صيغة الحلف هي والله يا فلان لو تصينها أو تقربها أو تلمسها لأكسرها وأنا أقوم بصيانتها لك في مكان صيانة الدراجات أرخص لي من عبثك بملابسك وعبثك بالبيت والذي حصل هو أنه أخرج الدراجة خارج البيت وعمل لها صيانة خارج البيت ظنا منه أن ذلك لم يكن في مضمون الحلف .
نريد أن نعرف ما هو الحكم الشرعي المترتب على هذا اليمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول للسائل الكريم جزاه الله خيرا: إن اليمين على نية الحالف، فإن النية تخصص اللفظ العام وتقيد اللفظ المطلق، فإن كانت نيتك باليمين عدم إصلاحه لدراجته داخل البيت خاصة فإنك لم تحنث والحالة هذه، وأما إن كانت نيتك عدم إصلاحه للدراجة بنفسه داخل البيت أو خارجه فهنا إما أن تبر يمينك فتكسر الدراجة، وإما أن تحنث، ولا شك أن الحنث في هذه الحالة متعين إذا كان تكسير تلك الدراجة فيه إفساد وإضاعة للمال. وعليك حينئذ أن تخرج كفارة يمين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه. رواه مسلم. وكفارة اليمين مبينة في الفتوى رقم: 26595.

قال ابن قدامة في المغني: ويرجع في الأيمان إلى النية، وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت إليه. انتهى. وقال الشيخ خليل بن إسحاق المالكي في مختصره: وخصصت نية الحالف وقيدت. انتهى.

وإننا ننصح الأخ الكريم وغيره من المسلمين بعدم التسرع في الأيمان، فإن الله سبحانه وتعالى قد أمر بحفظها .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني