الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف أدعو خالي إلى الصلاة فهو على حد علمي لم يركعها في عمره وهو الآن في الثلاثينيات ومتزوج ولديه أطفال مع العلم أنا عندي 18 سنة ولا أريد أن أحرجه وأنا أنصحه وما حكم امرأته حيت إنها مواظبة على الصلاة وهل إذا مات لا يغسل أرجو الإفادة، كما أنني ألح على أمي وأختي أن نصليا جماعة لما لها من ثواب كبير إلا أنهما ترفضان باستمرار وأصلي دائما لوحدي فهل الملائكة والجن المسلم يصلون معي .و
سؤال آخر أنا الآن ملتزمة تقريبا من سنة كيف أستطيع الحصول على صحبة صالحة فأنا في بداية الطريق ووحيدة والنفس والشيطان علي كنت أقوم الليل كثيرا ومواظبة عليه والحمدلله وكنت إذا فاتني ميعاد القيام وغلبني النوم أجد من يدفعني دفعا خفيفا فأستيقظ وأصلي وكنت أحمد الله كثيرا فأرجو تفسير ذلك وقلت ذلك لأمي وندمت خشية من أن يكون رياء وأنا الآن متوقفة عن القيام تماما إلا أنني مواظبة على قراءة القرآن الكريم بقدر الإمكان ولكن نفسي تثاقلت عن القيام والتطوع من السنن الرواتب والصيام فماذا علي أن أفعل لكي أعود كما كنتوجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

نقول للأخت السائلة: جزاك الله خيرا، وأعانك على أداء فرائضه وعلى نصح خالك الذي لا يصلي، وهذا من الواجب عليك إن كنت لا تخافين من أن يصل إليك منه ضرر كبير لأن النصيحة من حق المسلم على أخيه المسلم، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجته فعليها أن تبذل ما في وسعها من أجل أن يصلي زوجها.

وهنا تفصيل في موضوع ترك الصلاة.. فإن كان الرجل يتركها غير معترف بوجوبها فهو غير مسلم، ولا يجوز لزوجته البقاء معه، ولو مات في هذه الحالة فلا تجري عليه أحكام جنائز المسلمين، وإن كان يتركها تكاسلا وهو معترف بذنبه فقد أوضحنا حكمه وما تفعل زوجته تجاهه في الفتوى رقم: 1061، وللأهمية يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1145.

وأما بخصوص صلاتك مع أمك وأختك فلا شك أن الأفضل لكنَّ الصلاة جماعة، وإن امتنعتا عن ذلك واختارتا الصلاة وحدهما فما عليك شيء في ذلك، وقد استحب بعض العلماء صلاة النساء جماعة كما أو ضحنا في الفتوى رقم: 26491، وينبغي لك أن تداومي على صلاة الليل كما كنت تصلينها لأنه لا ينبغي للمسلم أن يتطوع لله بعمل ثم يقطعه من غير عذر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله لاتكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل. رواه البخاري، ولتحمدي الله على نعمه حيث يسر لك القيام بعد النوم بسهولة وهو أمر حسن. وعلى كل حال فأهم شيء الفرائض ثم الرواتب، واحذري من الانقطاع والرجوع إلى الوراء بعد ما منَّ الله عليك بالالتزام، واحذري الصحبة السيئة، وعليك بصحبة الصالحات من المؤمنات، واسالي الله الثبات فإن الله سيعينك على ذلك إن علم منك الصدق، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 10800، لموضوع تقوية الإيمان، ولم نطلع على ما يفيد صلاة الملائكة أو مسلمي الجن مع المرأة سواء إذا صلت وحدها أو مع غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني