الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من نذر بناء مسجد في موضع، وأراد تحويله لموضع آخر

السؤال

اشتريت قطعة أرض أنا وزوجي، لبناء محلات ومباني لنا وللأولاد، ونذرنا قبل بداية البناء أن نبني مسجداً صغيراً في جزء من المساحة السفلية، وبعدما انتهينا من بناء المساحة السفلية، وبنينا منزلنا، لاحظنا وجود أكثر من مسجد للصلاة، والمنطقة لا تحتاج أكثر من ذلك. فهل نتصدق ببناء زاوية، أو مسجد في مكان آخر؟ وهل يصلح ذلك للوفاء بالنذر، أم ماذا نفعل؟ إذ لاحظنا تقارباً كبيراً بين المساجد المجاورة لقطعة الأرض بشكل واضح.
أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه. ولا شك أن بناء المساجد من الطاعة المرغب فيها، والتي يجري على الإنسان ثوابها بعد موته، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علمًا نشره، وولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه...الحديث" أخرجه ابن ماجه، وهو في صحيح ابن خزيمة، ومشكاة المصابيح.

وعليه؛ فإنا نقول للسائلة الكريمة: يجب عليكم الوفاء بنذركم المتمثل في بناء المسجد، أو الزاوية في المكان الذي عينتموه له، ما دام يرجى وجود مصلين حوله، ولو قلوا. وفي حالة ما إذا كانت المنطقة -كما قلت فيها من المساجد ما لا يحتاج معه إلى زيادة مسجد آخر، الأمر الذي قد يؤدي إلى أن يصبح المسجد مهجوراً ومعطلاً بعد بنائه وبذل التكلفة فيه، أو هجران مسجد آخر كان قائمًاـ نقول: في هذه الحالة عليكم أن تستشيروا جهة مختصة في أمور العقار، فتقوِّم المكان الذي كان مخصصًا للمسجد بقيمته الحالية، وتخرجين أنت وزوجك تلك القيمة، ليُشتَرَى بها مكان آخر في موضع يحتاج فيه لمسجد، ثم تقومان ببناء المسجد فيه على الصفة التي نذرتما أصلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني