الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم العفو عن الظالم

السؤال

سامحوني على الإطالة، أما بعد .. فقد ورثت عن والداي (اللهم ارحم والداي وجميع موتى المسلمين) مبلغا كبيرا من المال وتعرف إلي أحد الأشخاص (بحكم العمل) وعلم بذلك وما زال يتردد ويراوغ حتى استطاع سلب جميع تركتي بطرق عدة من احتيال ونصب واختراع مشاكل وتهديدات من رجال الشرطة (لحسابه طبعا) على مشاكل وهمية، وغش وخيانة واستغفال، حتى استولى على جميع مالي وكنت أدفع له بدافع الخوف على إخوتي ونفسي مقابل حل تلك المشاكل الوهمية، وقد رفعت عليه قضايا بالمحكمة لاسترداد مالي، وتبين أن عليه قضايا وقيودا أمنية كثيرة من هذا النوع ، وكنت أدعو عليه دائما بعدم التوفيق وبمحق البركة عنه وأن يشغله في نفسه، ولا يستطيع قلبي مسامحته لما فعله بي . والسؤال هو:1- هل تؤثر عدم مسامحتي له على ما أقوله كل ليلة(من عدم الغل على المسلمين وعدم حسدهم ومسامحتهم قبل النوم) حسبما جاء في الأحاديث ( رقم 6605 ورقم 20559 ورقم 12286)؟2- هل يعتبر ما دفعته من أموال في بداية الأمر رشوة لحل المشاكل الوهمية؟ وإن كانت كذلك ما الحل للتوبة؟ علما بأنني كنت أدفع له بدافع الخوف الشديد وتهديده لي من قبل رجال الشرطة بضرورة إيجاد حل سريع جدا وإلا سوف تحدث كارثة علينا أو مصيبة أو... وما سببه لنا من ضغط نفسي حاد أثر سلبا علينا جميعا أنا وإخوتي.أرشدوني إلى الطريق الصحيح وأفتوني.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يعينك على استرداد مالك، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وننبهك إلى أننا لم نعرف أي الأحاديث تقصد لأنك لم تذكر في أي كتب السنة هي، وعلى كل حال، فإذا كنت تقصد بسؤالك، أنك تدعو الله أن يعينك على عدم الغل على المسلمين وعدم حسدهم والعفو عن كل من ظلمك، فلا تؤثر عدم مسامحتك لهذا الشخص على قبول هذا الدعاء، أما إذا كنت تقصد أنك تتخلص عند النوم من الغل والحسد للمسلمين، وتعفو عمن أساء منهم، وتستثني هذا الشخص من العفو فلا حرج عليك في هذا الاستثناء، لأن لك ألا تعفو عنه.

وأما إذا كنت تقصد أنك تفعل مثل ما فعل الصحابي علبة بن زيد رضي الله عنه من الصدقة بالعفو عمن ظلمك، ذلك عندما قال: يا رسول الله حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به على من ظلمني، قال: فأعرض عنه، قال: فلما كان في اليوم الثاني قال: أين علبة بن زيد ؟ أو أين المتصدق بعرضه؟ فإن الله تبارك وتعالى قد قبل ذلك منه. رواه البزار. فإذا كان الأمر كذلك، فإذا كنت لم تعف عن هذا الشخص، صحت الصدقة عمن عفوت عنه، ولم تصح عن هذا الشخص لعدم عفوك عنه. ولا حرج عليك فيما دفعته من المال لتحمي نفسك وإخوانك من هذا الشخص، وليس ذلك برشوة لأن الرشوة هي دفع المال لإبطال الحق أو إحقاق الباطل، ولكنه في حق هذا الشخص أكل للمال بالباطل، وراجع الفتوى رقم: 50843، والفتوى رقم: 54580.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني