الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجال الإطفاء وصيام رمضان

السؤال

في بريطانيا يجب على رجال الإطفاء تناول الكثير جدا" من الماء عندما يكونون في حالة التأهب لأي إنذار قد يأتيهم لإطفاء حريق ما . كون صحيا" قد يسقطون أرضا" عند تواجدهم في مكان حار جدا" ( عند إطفاء أي حريق أعني ) إن لم يكونوا قد سبق وتناولوا كمية كبيرة من السوائل , تسأل السلطات هنا ما حكم صيام المسلمين منهم في رمضان ؟ وشكرا"

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسألة تنبني على احتياج هؤلاء إلى العمل بهذه المهنة في نهار رمضان، فإذا لم يغن عنهم عمال آخرون من غير المسلمين واحتاجوا إلى هذا العمل بحيث يضرهم تركه في نهار رمضان فيجوز لهم الإفطار بشرط أن يعلم يقينا أو بغلبة الظن أنه يلحقهم ضرر بترك الإفطار، ويدل على ما تقدم جملة من النصوص الواردة عن أهل العلم.

جاء في مغني المحتاج: والأصح أنه يلحق بالمرضع من أفطر لإنقاذ مشرف على هلاك بغرق أو غيره، فيجب عليه الفطر إذا لم يمكنه تخليصه إلا بفطره إبقاء لمهجته.

في كشاف القناع: ولو وجد آدميا معصوما في هلكة كغريق لزمه مع القدرة إنقاذه.. إن احتاج في إنقاذه إلى الفطر وجب، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

هذا، وليعلم أن ما تقدم من وجوب الفطر إنما هو على من تعين عليه إنقاذ معصوم.
وجاء في الموسوعة الفقهية: قال الحنفية: المحترف المحتاج إلى نفقته كالخباز والحصاد إذا علم أنه لو اشتغل بحرفته يلحقه ضرر مبيح للفطر يحرم عليه الفطر قبل أن تلحقه مشقة. وقال أبو بكر الآجري من الحنابلة: من صنعته شاقة فإن خاف بالصوم تلفا أفطر وقضى إن ضره ترك الصنعة.

وقال البهوتي: ومن قاتل عدوا أو أحاط العدو ببلده والصوم يضعفه عن القتال ساغ له الفطر بدون سفر نصا لدعاء الحاجة إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني