الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول الغناء والحكمة من تحريمه

السؤال

أنا مسلم عمري 23 سنة أقيم في فرنسا حيث أتابع الدراسات العليا في الكمبيوتر و عندي سؤالان
رأيت أنكم تحرمون سماع الأغاني و دليلكم حديث نبوي لا أريد أن أسيء إلى الفتوى و لكن أريد أن أكلمكم عن دور الموسيقى فرغم أنها وسيلة للترفيه فهي أقل خطرا من الخمر فهي ساهمت في معالجة المرضى العقليين خاصة الكلاسيكية و تطبيقها يساعد البشر على استيعاب أحسن للرياضيات حسب دراسة علمية وإن تكن مزعجة مرات فهي أيضا مهدئة
فما رأيكم ؟ و ما هي الحكمة من تحريمها ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الغناء أنواع، ولكل نوع منه حكمه الخاص، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 987، نرجو الرجوع إليه، ولا يعفي الغناء من المنع أنه أقل خطرا من غيره من المحرمات، فالمحرمات أنواع ودرجات، منها الصغائر ومنها الكبائر، والكبائر أنواع، منها أكبر الكبائر ومنها الموبقات.

وأعظمها الشرك بالله تعالى الذي لا يغفر لصاحبه والعياذ بالله تعالى إذا هو مات عليه، فلا معنى لاستحلال الأغاني والموسيقى بحجة أنها أقل ضررا من غيرها من المحرمات.

والحكمة من تحريمه أنه يؤدي إلى الغفلة وقساوة القلب وإماتته وإثارة الغرائز، وربما انشغل به صاحبه عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.

أما كونه يعالج بعض المرضى فقد نص أهل العلم على أنه إذا ثبت ذلك بإخبار طبيبين عدلين فإنه يجوز، ولتفاصيل ذلك وأقوال أهل العلم حوله نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 37605 وهذا من باب الضرورات التي تبيح المحظورات.

فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. وقال تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {البقرة: 173}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني