الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخزين برامج تحوي موسيقى وصور متبرجات

السؤال

ما حكم العمل في قناة فضائية اقتصادية إخبارية تقوم الآن بتقديم برنامج عن أخبار السينيما فقط غير أنها لا تقدم أفلاما" ولا أغاني - حيث يقتصر عملي على تخزين هذه البرامج على الشرائط وما تحتويه هذه البرامج على المذيعات المتبرجات وكذلك الموسيقى التصويرية المصاحبة للبرامج - وما حكم الراتب - أفيدوني.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن عملك في تخزين هذه البرامج وما تحتويه هذه البرامج من صور المذيعات المتبرجات وكذلك الموسيقى التصويرية المصاحبة للبرامج، إعانة واضحة على هذه المحرمات، وقد حرم الله تعالى ذلك بقوله: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}. فإن رضيت القناة بأن تعمل في تخزين البرامج الأخرى التي ليس فيها منكر، فالحمد الله، وإلا فيجب عليك ترك هذا العمل، إلا إذا كنت مضطرا للبقاء فيه، مثل أن تكون إذا تركته لم تجد مطعما أو ملبسا أو مسكنا لك ولمن تعول، ولا تجد عملا آخر ولو كان أقل راتبا، فإذا كنت مضطرا على هذا النحو جاز لك البقاء فيه إلى أن تجد عملا آخر تندفع به الضرورة.

وكن على يقين بأن الأرزاق مقسومة، قد كتبها الله عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما عليك إلا أن تأخذ بالأسباب المباحة، والله تعالى يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}. وراجع للأهمية الفتوى رقم: 7896، وانظر لمعرفة حكم الراتب، الفتوى رقم: 51620. ونسأل الله أن يعينك ويوسع عليك ويغنيك بحلاله عن حرامه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني