الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصير من مات من أولاد الكفار بعد البلوغ

السؤال

كيف أقنع نفسي بأن أبناء غير المسلمين يستحقون مصيرهم في النار لكوني أتعاطف معهم باعتبار تدخل ذويهم في الفطرة التي فطروا عليها وبالتالي مصيرهم حدد دونما تدخل منهم إنما التربية هي التي حددت سلوكياتهم ودينهم جزاكم الله عنا خيرا أروني وجه العدالة الإلهية والتي ولله الحمد لا يساورني أدنى شك فيها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تعني من مات من أولاد الكفار بعد بلوغ سن الخطاب، وكان قد استمر على نصرانيته وكفره ومات على ذلك فإنه مستحق للنار بكسبه، لأنه بلغ سن التكليف الذي يؤاخذ فيه على أعماله وتصرفاته واختياره، قال سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}. وهذا مقتضى عدل الله سبحانه، ولا يظلم ربك أحدا، فالله سبحانه أعطاه عقلا وسمعا وبصرا، وأقام له الحجج والبراهين التي يعرف بها الحق من الباطل، قال سبحانه وتعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ {البلد:10}. فإذا سلك أحد السبيلين جزي على اختياره وعمله.

وإن كنت تعني من مات قبل بلوغ سن الخطاب والتكليف، فذاك قد اختلف أهل العلم في تعذيبه، وكنا قد بينا أقوالهم في الفتوى رقم: 2740.

واعلم أن مما اتفق عليه أصحاب العقول السليمة أن تصرف المالك في ملكه يسمى عدلا، وأن الله تعالى أعدل من ملك فلا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهو أرحم الراحمين، ولا يحتاج المسلم عادة إلى البرهان على ما ذكرنا، فإن عقيدته تقتضي منه الاقتناع بذلك، وإنما المحتاجون إلى البراهين والإقناع هم الكفار أصحاب العقائد الفاسدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني