الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشرع من الاقتراض بالربا لبناء مسكن

السؤال

أنا من فلسطين وتعرفون ما هي الممارسات الإسرائلية ضد الفلسطينيين من تشريد وهدم للمنازل السؤال هو هل يجوز الاقتراض من البنك الربوي لبناء بيت لي حتى أبقى صامدا في وطني وأبقى شوكة في طريق احتلالهم لبلدي
مع الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حرم الله تعالى الربا بالنصوص القاطعة، وشدد على مرتكبه العقوبة لينفر الناس من الوقوع فيه، فقال في العصاة الذين لم ينتهوا عنه بعد تحريمه: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 279} ومع هذا، فقد أباح الله تعالى عند الاضطرار أن يفعل المرء بعض المحرمات سدا لضرورته، فالقاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات، ودليل ذلك قوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119} ومعلوم أن الحصول على مسكن من الضرورات التي لا يمكن للمرء أن يستغني عنها، فإذا لم يكن للمرء مسكن مملوك أو مستأجر ولا يستطيع البناء أو الاستئجار جاز له أن يقترض قرضا ربويا لبناء مسكن له على قدر حاجته ولا يتوسع في ذلك، لأن الضرورة تقدر بقدرها. ولا يلجأ إلى القرض الربوي إلا إذا لم يجد من يقرضه قرضا حسنا ونحو ذلك مما يغني عن القرض الربوي، وراجع الفتوى رقم: 6501.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني