الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلام الجني للإنس والعكس

السؤال

أريد أن أسأل ثلاث أسئلة وأريد الجواب عليها بأسرع وقت إن أمكن ومن صاحب العلم وأهله. السؤال الأول:هل يوجد من الناس من يكلم الجن ومن هم؟السؤال الثاني: إن وجد كيف أستطيع أن أكون معهم وما السبيل والطريقة؟السؤال الثالث:اسم الكتب التي تتكلم عن هذا الموضوع .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مسألة كلام الجني للإنس والعكس مسألة معروفة ثابتة، فقد يتمثل الجن في صورة بشر ويخاطب الناس كما حدث مع أبي هريرة رضي الله عنه في مخاطبة الجني الذي كان يسرق من مال الصدقة، والحديث رواه البخاري، وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام. الحديث. والمؤاذنة تكون بتوجيه الكلام للجني وإنذاره بالخروج من البيت. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإذا كان الجن أحياء عقلاء مأمورين منهيين لهم ثواب وعقاب، وقد أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب على المسلم أن يستعمل فيهم ما يستعمله في الإنس من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله كما شرع الله ورسوله، وكما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.

وهناك كثيرون يتعاملون مع الجن ويسمون أنفسهم روحانيين، ويستخدمون الجن في أمور محرمة من الشعوذة والسحر وسرقة الأموال، وقد سبق أن بينا أن الاستعانة بهم محرمة، وقد تؤول إلى الكفر، فراجع الفتويين التاليتين: 7369، ، 54462 .

أما كيفية الوصول إلى من يتعامل مع الجن فلا علم لنا بذلك، وننصح السائل الكريم بعدم البحث عن مثل هذه الأمور، وعدم التعامل مع الجن وإن تيسر لك لما فيه من مخاطر عظيمة وأشرار جسيمة، فضلا عن أنه عالم غيب لا يمكن تمييز الكافر فيه من المؤمن ولا الصادق من الكاذب، وفي كثير من الأحيان تكون عاقبة من يتعامل مع الجن وخيمة، فإما أن يصرعوه أو يوقعوه في كثير من الشرور، فالتعامل مع صالحي الإنس فيه غنى وكفاية. قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ {الكهف: 28} . كما ننصحك بالاشتغال بما ينفعك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك. رواه مسلم عن أبي هريرة، ولا تضع وقتك في مثل هذه المسائل. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 5549.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني