الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهدي النبوي لقضاء الديون

السؤال

أنا فتاة أبحث عن حل لمشكلة دين أبي الكبير الذي ليس له حل فلا يوجد من يساعده وأبي لا يريد الحرام والربا والحال يسوء كل يوم وأبي رجل مريض أرجوك يا شيخ ساعدني والله أنا صادقة فيما أقول والله يشهد؟ وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيراً على حرصك البالغ على سداد دين والدك، وأعانك الله وأثابك على ما نويت، ولا يسعنا إلا أن نقول لك اجتهدي في هذا السبيل قدر طاقتك، ولا يحملنك الإشفاق على أبيك إلى الوقوع في الحرام بالاقتراض بالربا أو غيره مما تظنين أنه سيحل المشكلة، وهو في الحقيقة يزيد الأمر تعقيداً، وقد بينا عدم جواز الاقتراض بالربا لسداد الدين إلا إذا خشي المدين المعسر أن يحبس بسبب دينه، وذلك في الفتوى رقم: 7729، والفتوى رقم: 48727.

وإننا لنوصيك بالإكثار من الأذكار، واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، قال الله عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}، وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}.

وقال علي رضي الله عنه للذي جاءه يسأله الإعانة على سداد دينه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل ثبير ديناً أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه الترمذي وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني، وراجعي الفتوى رقم: 9785.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني