الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصلاح الوضع بين الزوجين أولى

السؤال

سؤالي لكم هو مساعدة في حل مشكلة، وإليكم المشكلة: المشكلة بدأت بعد ما رجعت من ما يسمى بشهر العسل بيوم واحد، كنا قد أتفقنا أن ندفع مهرا وهم يجهزون بنتهم ويوفروا الأثاث مع اختيارنا مجتمعين في حدود المعقول ومن المحلات التي يختارونها هم حتى لا نغالي في الأسعار، وبالفعل نزلنا مرة واحدة لمحل واحد وأنا كنت قد قمت بتسديد المهر كاملاً (والله من شغلي والحمد لله) وبعد ما رجعنا من رحلة شهر العسل وجدت أن أباها اتصل بنا يطلب المفتاح لإحضار الأثاث وفرش الشقة مع أنه كان قبل ذلك طلب تأجيل الفرش لمدة شهرين أو ثلاثة ووافقنا، عندما سألته من المحل الذي نحن نزلناه قال أنا أعرف اختياركم وأحضرته من مكان غيره ولما قلت له هل رأته بنتك قال لي أنا أعرف اختيارها وكذلك أعرف اختيارك مع أنه لم يكن معنا في مرحلة الأختيار الوحيدة ، وبعدها قاموا بالحضور لنا بالمنزل وحاولوا إعطاء دروس لنا في أنهم كانوا متساهلين معنا في طلباتهم وكم في المؤخر ولم يكتبوا قائمة بالعفش الذي لم يكونوا أحضروه، وقامت أمها بالتعدي بالسباب والتذكير بالمواقف السابقة التي كنا قد انتهينا منها على الإطلاق، المهم أنه بعدفترة السباب وليس معقولا أن واحدا يشتمني في بيتي أنا وأهلي أن لا يقوموا حتى بقول (أنتم لا يوجد عندكم أدب) وأهم ما في الموضوع أن أمها قالت بالحرف الواحد (لو عايزها خليها لو مش عايزها رجعهلنا وكمان رجعوا لنا مساهمتنا في شراء العفش كله)، وكانت هناك بعد ذلك محاولة للصلح من قبل عمي وعمها ولكن انتهت أن أمها لا يمكن أن تعتذر ويجب علينا قبول اعتذار أي شخص آخر غير أمها وهذا ما نرفضه بالطبع، وأنهم سيقومون بإحضار أثاث آخر من أختيارنا نحن الانين وفي عدم وجود والدتي (من الواضح أنها عامللهم عقده نفسيه)، وكان الوقت قد أزف لسفري وكان لازم أحضرأوراق وأستخرج لها جواز سفر وأقوم بعمل ترتيبات لتدبير التصرف من قبل أهلي في أي رسميات في القاهرة، وبعد سفري لم يتم أي أتصال بين أهلي وأهلها وكانت قد اختارت أن تقيم عند أهلها إلى أن أرسل في أستقدامها وطلبت منها الإكثار من زيارة أهلي والاتصال بهم وهو ما لم تقم به اللهم من بعض مكالمات في المناسبات مع وعد بقرب الحضور، وعندما أخبرتني أنها حامل طلبت منها إخبار أهلي بهذا لشدة أهميته لدي ولديهم، ومن أكثر من أسبوع طلبت منها أن يرد والدها على مكالماتي وبعد يومين من المحاولات قالت لي إن كنت تريد أن تكلمهم كلم ماما أحسن فكان ردي أنا أريد أن أكلم الرجل الذي طلبتك منه للزواج أي الولي الشرعي وبعدها بيومين أرسلت لهم خطابا خطيا من صفحتين أطلب منه تحريك الأمور وأذكره فيه بمواضع الخلاف وما يرضينا أو إن كان يرضيه الانفصال، ومن يوم ما ربنا أكرمني وحضرت هنا لم أقطع الاتصال معها وطلبي لها بتوسيط أي أحد تراه أن هو ممكن يصلح فما كان منها إلا الرفض وقد قمت بالاتصال برجل مجتهد في الدين للاتصال بها وقام بذلك ومن نفسه كلم والدتها وحثها على تصليح الموقف ولكنها تصلبت في موقفها، وبعد إرسال الخطاب لم أتلق أي رد منهم على الإطلاق وحينما قمت بالاتصال بها ردت بطريقة جعلتني لم أسترح إلا لما طلقتها.وفي هذه الأثناء ومن يوم الخلاف كان أهلي يطلبون مني مراراً وتكراراً أن أطلقها وأنا أقول لهم إن هذا أبغض الحلال عند الله ولعل الله يهديهم ويهديها لي وتكون أحسن، وحتى يومنا هذا من يوم 28 ديسمبر، لم يحدث أي نوع من الاتصال بيننا وبينهم، ومن أكثر من شهر بعثت لي بعدة رسائل للدعاء علي وعلى أهلي -يعني لم تستطع أنها تقبل زيارتي لها في فترة أجازتي التي أمتدت أسبوعين في مصر، مع العلم بأني حاولت مرارا وتكرارا الاتصال بها ومحاولة رؤيتها ولكني لم أوفق، ومن أسبوع اتصلت بي في العمل لتعلمني أنها تستطيع معرفة رقم عملي وأنها هي وأهلها سيرفعون علي عدة قضايا لتعليمي الأدب وأخذ حقها، بحق أنا لا أعرف ماذا أعمل ؟ الحمد لله الذي جعل مصيبتنا في دنيانا ولم تكن في ديننا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الإجابة على سؤالك يجدر بنا أولاً أن نشير إلى أمرين مهمين:

الأول: أنه ينبغي في الأمور المتعلقة بالزواج -كالشروط والتجهيز- أن توثق وذلك تفادياً للخلاف في المستقبل.

الثاني: أن على الزوجين حل أمورهما سويا بعيداً عن تدخل الآخرين حتى وإن كانوا من أقرب الأقارب وخاصة إذا كان في تدخلهم تعقيد للمشكلة، وهذا ما لاحظناه للأسف من تدخل أهلك وأهل زوجتك، هذا من حيث العموم.

أما بخصوص مشكلتك فالذي ننصحك به هو أنه إذا أمكن إصلاح الوضع بينك وبين هذه المرأة وإرجاعها إلى عصمتك مرة ثانية إن كنت طلقتها فهذا أحسن وذلك حفاظاً على تربية ولديكما بين أبويه، وينبغي لأهلها أن يسعوا إلى مساعدتك في ذلك لأن هذا يدخل في التعاون على البر الذي أمر الله تعالى بالتعاون عليه في قوله: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

فإن تعذرت الأمور بحيث لا يؤمل في إصلاحها فالأولى أن تصرف نظرك عن التعلق بهذه المرأة وتسارع إلى إعطائها حقوقها إن كانت لها حقوق عليك كمؤخر الصداق والنفقة والكسوة زمن العدة أو نحو ذلك، ولا تعرض نفسك وسمعتك إلى الوقوف في المحاكم، فإن استعصي الأمر ولم يمكن الحل فالمحاكم الشرعية هي التي تمكنها أن تفض النزاع وتقطع الخصام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني