الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالبة في الجامعة، مستواي المادي أقل مما تتطلب الجامعة لمتابعة الدراسة فيها، أضطر غير باغية إلى نسخ المؤلفات والكتب التي تفيدني، وطبعا من دون إذن أصحابها، فهم إما أموات أو أناس لا نعرف عنهم سوى أسمائهم وماكتبوا. سمعت فتوى تفيد بأن ما أفعله يدخل في دائرة السرقة فهو حرام. هل هذا يعني أنني بطموحي ورغبتي في هدم أسوار الجهل من حولي أرتكب حراما ؟؟ دون أن أعلم معتقدة أني أهيئ نفسي لخدمة هذه الأمة من زاوية الزوجة الصالحة المثقفة والأم الواعية والمسلمة الإجابية الفاهمة لأمور دينها، العاملة بقول المصطفى الكريم"طلب العلم فريضة.."أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للمؤلف حقين في مؤلفه، حقا ماديا وآخر أدبيا، وهذا الحق المادي محفوظ لصاحبه حال حياته وينتقل إلى ورثته بعد مماته كسائر الحقوق المادية،وهذا الحق هو أن لاينسخ أو يطبع إلا بإذن منه، إما إذن خاص لشخص معين أو جماعة معينة أو إذن عام، لكل أحد. وهذا الإذن ونوعه إن وجد يوجد على غلاف الكتاب أوصدره، فإذا كان الكتاب عارياً منه فهو دليل على أن المؤلف أباح الانتفاع بكتابه لكل أحد لأن هذا هو المقصد الأول من التأليف والنشر. على أن الغالب في منع المؤلفين من نسخ وطباعة مؤلفاتهم إنما يقصدون به الطبع التجاري. أما أن يقوم طالب علم بنسخ الكتاب لدراسته والاستفادة منه فلا نظن ذلك مقصود عبارتهم حقوق الطبع محفوظة، هذا وقد ذهب طائفة من أهل العلم إلى جواز النسخ للنفع الخاص وخاصة لطلبة العلم، وراجعي هذا التفصيل في الفتوى رقم: 13170. ويمكنك الاشتراك مع مثيلاتك في شراء نسخة واحدة من الكتب والملفات التي تحتجن إليها، وتقمن بمداولتها بينكن أو تصويرها لا نتفاعكن الشخصي، وراجعي الفتوى رقم: 18558.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني