الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأخر في رد المال المسروق إلى أصحابه

السؤال

عندي مبلغ من المال أخذته بطريقة احتيال وأنا أريد أن أرده إلى أصحابه وأتوب ولكني أريد أولا أن آخذ جزءا منه لحل مشكلة مادية عندي لا تتحمل التأخير وعندما أقبض راتبي سأدفع الجزء المأخوذ لأكمل المبلغ وأرده لأصحابه.فهل يجوز ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 6022 والفتوى رقم: 3519 وجوب التخلص من المال الحرام وطرق ذلك، فنرجو مراجعتها.

وأما هل يجوز لك أن تؤجل رد ما أخذته لقضاء حاجة، فالجواب أن ذلك لا يجوز، إذ من شروط التوبة الصحيحة الإقلاع عن الحرام ورد الحقوق إلى أصحابها، ولا تتم إلا بذلك، مع أنه لا خير في الحرام، فهو يفسد الحلال ويذهب بركته، وقد أغناك الله عنه بالقرض الحسن فلك أن تقترض إلى نزول راتبك أو تستأذن من أصحاب المال، فإن أذنوا لك فنعم، وتذكر قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. وإياك والتسويف والتأجيل، فإنه من الشيطان، وإنك لا تضمن إذا أصبحت أن تعيش إلى المساء أو إذا أمسيت أن تعيش إلى الصباح.

ولتحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقك وهداك إلى ترك الحرام والتوبة منه، فهي نعمة وأي نعمة، وإن قيد النعمة هو شكرها. فال تعالى:

ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ

نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، وأن يوفقنا لشكرها إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني