الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلي الرجل عن وعده بالخطبة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، قد تقدم إلي شاب صالح والحمد لله، أنا أرتدي النقاب وكنت أريد الزواج منه وقد تقدم إلي ولكن أبي رفضه لأنه يرى أن راتبه قليل، ولكنى كنت أوافق عليه وكنت أتمناه، ولكن هذا قدري ثم رجع لي ثانية وقال لي إنه يريد العودة إلي وأنه سيجاهد ويتعب للزواج مني ويحاول أن يجد عملا أفضل لكي يوافق أبي وقد وجد مكانا مناسبا وأنه سوف يكون راتبه مناسبا بعد 6 شهور، وأنا كنت أبحث معه لعل الله يكتب لنا الخير وقد تحدثت مع والدته لكي يكون الأمر على بينة منهم وكنت أبحث معه على عمل مناسب لكي يرضى أبي، ولكن بعد فترة وجيزة كنت أتحدث مع شقيقته فى الهاتف وقالت لي أنه ارتبط بأخت أخرى لماذا هو فعل ذلك كنت أفكر ظننت أنه خاف الله وكان يريد الحلال ولكنى أقسم بالله أني لا أريد منه إلا الحلال إلا أن يجمعنا الله بالحلال. إني حمدت الله ووجهت وجهي إليه، ولكني متعبة مما حدث منه، إني والله كنت أريده بالحلال وأن يأتي إلينا ويوافق أبي، ولكن الخيرة فيما اختاره الله إنى أريد فقط التعقيب والرأي السديد هل موقفه هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية يجب أن تعلمي أن كل شيء بإرادة الله تعالى وقدره، وشأن المؤمن الإيمان بذلك والتسليم، وما يدريك أيتها الأخت فلعل الله تعالى أراد بك خيراً في صرف هذا الشاب عنك، ونذكرك بقول الحق سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وقوله تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

فلا تتعبي نفسك بالتعلق بهذا الشاب، والتجئي إلى ربك سبحانه أن يعوضك أفضل منه وأحسن، فإنه سبحانه مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، كما قال: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.

أما تخلي الشاب عن التقدم إليك ثانية فلا شيء فيه شرعاً، لأنه يحق له ذلك حتى بعد الخطبة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7237، فكيف وقد خطبك إلى أبيك ورفضه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني