الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سقف القبر بالأسمنت والحديد

السؤال

أيها الإخوة الأفاضل جزاكم الله أحسن الجزاء على هذه الخدمة الجليلة
سؤالي كالتالي.. هل يتأذى الميت من القبر الذي يكون سقفه من الأسمنت والحديد، وهذا السقف يكون مواليا ومباشرا للميت.. أي في اللحد، وما هو العمل إن كان الميت لا يعلم بالحكم ولا الذين يقومون بالدفن، وما العمل مع الجهات الرسمية التي تقوم بالدفن بهذه الكيفية، إن كانت هناك إذاية للميت بهذه الطريقة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 14138 كراهة إدخال الأسمنت في القبر ما لم تدع لذلك حاجة كالخوف على الميت من الحيوانات المفترسة، والحديد أولى في الكراهة من الأسمنت، فإن دعت لذلك الحاجة فلا كراهة حينئذ، قال في تحفة المحتاج وهو شافعي: إن خشى نبش أو حفر سبع أو هدم سيل لم يكره البناء والتجصيص بل قد يجبان. انتهى.

وخلاصة القول أن سد اللحد بالأسمنت والحديد مكروه، فإن دعت له حاجة فلا بأس به. والذين كرهوا ذلك من أهل العلم إنما كرهوه لأنه تشبه بأهل الدنيا والمترفين، وتفاؤلاً بأن لا تمسه النار، وليس ذلك لكون الميت يتأذى بذلك. قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: ويكره الآجر لأنه من بناء المترفين وسائر ما مسته النار تفاؤلا بأن لا تمسه النار. انتهى.

نعم إن كان ذلك للمباهاة وأوصى الميت بفعل ذلك به فإنه يشترك في الإثم مع دافنيه، والذي ينبغي هو أن يدفن المسلم بحسب ما جاءت به السنة، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 504.

وإذا اتفق أن شخصا دفن بالكيفية التي في السؤال فلا يجوز نبشه لذلك، وإنما الواجب هو تعليم القائمين على الدفن أن عليهم أن يقتصروا في سد اللحد على اللبن من الطين أو الآجر أو الحجارة، فإن دعت الحاجة لما ذكر فلا داعي لانتقادهم وكذلك الجهة الرسمية، قال خليل بن إسحاق المالكي: وسده بلبن ثم لوح ثم قرمود ثم آجر ثم قصب وسن التراب أولى من التابوت. انتهى، ويعني بقوله (وسده) أي اللحد أو الشق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني