الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الجنازة على تارك الصلاة ومرتكب الكبيرة

السؤال

أرجو معرفة رأى الدين فى هذه الواقعة
الحكاية وقعت بعد صلاة ظهرأحد الأيام في حي الثقبة بالخبر، فعندما أدى المصلون صلاة الظهر وانتظروا الصلاة على الميت، وجاء بعضهم بالجثمان ووضعوه أمام المصلين، ونادي المؤذن " الصلاة على الميت"
كانت المفاجأة الصاعقة، إمام المسجد يرفض الصلاة عليه، المصلون في حالة من الذهول، لماذا يا شيخنا ..؟!
وسط حالة من الذهول انتابت بعض المصلين، لدرجة أن بعضهم بكى من شدة التأثر قال الإمام مخاطبا جموع المصلين هل تعرفون لماذا لن أصلي عليه..؟!!
قالوا: نعم.
قال الإمام: إنه رجل لم يكن من المصلين، ولا يعرف المسجد، ولم يكن يفيق من الخمر؟!!
هل عرفتم الحقيقة..؟!!
إنني أعرف هذا الشخص ولذلك أرفض الصلاة عليه..!!
الميت مواطن سعودي، يبلغ من العمر (50) عاما، يعيش بمفرده في مسكن متواضع جدا، وقام أقارب له من بعيد بتغسيله وتكفينه وحملوه للمسجد للصلاة عليه، وكانت المفاجأة رفض الإمام الصلاة عليه بعد أن عرف اسم الميت..!! وقد حمل للمقبرة مباشرة دون الصلاة عليه وقد يكون هناك من صلى عليه في المقبرة !
هل من حق هذا الإمام أن يفعل ذلك ومن قال له إن هذا الرجل لا يصلي؟ هل كان يراقبه
ومن أعطى له الحق في تكفير مسلم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟
بالله عليكم أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم صلاة الجنازة على تاركي الصلاة وأصحاب الكبائر وأقوال أهل العلم في ذلك في الفتوى رقم: 17654 والفتوى رقم: 17254.

وأما حكم التكفير وضوابطه ومتى يجوز الحكم به ومتى لا يجوز ذلك فقد ذكرناه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 721، 14489، 4132، 20442 وبينا كذلك حكم الصلاة على الجنازة في المقبرة في الفتوى رقم: 11238.

وننبه هنا على أن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هي أول ركن من أركان الإسلام، وهي مفتاحه، ولكن لها حقوق وشروط لا بد من استيفائها، لما أخرجه البخاري من حديث ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله. فدل ذلك على أن الإسلام ليس مجرد القول باللسان، وإنما هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، فمن فعل ذلك أدى حق الشهادة، ومن لم يفعل فإنه لم يستوف حقها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني