الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق للتفريط في حق الله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمجزاكم الله خيراً على كل ما تقدمونه لنا ونحن في بلاد الغرب.نعيش أنا وزوجتي في أوربا منذ عشرة أعوام ولي من زوجتي والحمد لله أربعة أطفال، زوجتي تريد إما الطلاق وإما خلع الحجاب!!! وحجتها هي أننا نعيش في أوروبا والحجاب هنا نشاز وغير عادي!!! وأنها ليست مقتنعة بالحجاب!!! وتقول إنها إنسانة مستقيمة ولا تخطأ ولا تترك صلاتها..... والمشاكل شبه يومية بسبب هذا الموضوع، فأنا معارض وبشدة نزع الحجاب، فماذا أفعل أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحجاب على نوعين، نوع مجمع على وجوبه وهو تغطية المرأة البالغة جميع بدنها ما عدا وجهها وكفيها، ونوع محل اختلاف بين أهل العلم وهو تغطية الوجه والكفين، فالجمهور منهم على عدم الوجوب، وذهبت طائفة إلى الوجوب وهو الراجح المفتى به عندنا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 4470، والفتوى رقم: 11071.

وعليه فالواجب على الرجل نصح زوجته وإلزامها بالحجاب الساتر لجميع بدنها، لا فرق في ذلك بين بلد وآخر، لكن إن أصرت المرأة على كشف وجهها وكفيها لا تعد آثمة على رأي الجمهور، وبالتالي فلا ينبغي طلاقها لهذا السبب.

أما إن كشفت زيادة على الوجه والكفين كالرأس والعنق أو نحوهما، فلا شك أنها تعد عاصية لله تعالى باتفاق العلماء، وعليه فإن لم يفد فيها النصح فالمستحب تطليقها، قال ابن قدامة في المغني في معرض تعداده لأقسام الطلاق: .... والرابع مندوب إليه وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله تعالى الواجبة عليها مثل الصلاة ونحوها ولا يمكنه إجبارها عليها. انتهى.

وننصح بإطلاعها على هذه الفتوى والفتاوى ذات الأرقام التالية: 4470، 18119، 27921.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني