الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من البر أن تدعو البنت أباها إلى منزلها

السؤال

تركني والدي أكثر من 35 عاماً ولكني الآن أقوم بزيارته وأتصل به تليفونياً ولكني لم أدعه إلى منزلي، فهل علي إثم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل بر الوالدين والإحسان إليهما وتبجيلهما ، وذلك لما للوالدين من عظيم فضل على من ولدوا، حيث إنهما كانا السبب بإذن الله تعالى في وجود الولد في هذه الدنيا.

ومما يدل على أهمية البر بالوالدين في الإسلام أن الله تعالى قرن توحيده بالإحسان إليهما وشكره بالشكر لهما، فقال جل شأنه: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء:36}، وقوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ {لقمان:14}.

بل إن الله تعالى جعل رضاه برضاهما، وسخطه في سخطهما، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححه.

وكون الأبوين أو أحدهما حصل منه تقصير في حق من حقوق أبنائه فلا يجوز للابن أن يعامله بمقتضى ذلك، بل إن ذلك يُعد عقوقاً وهو كبيرة من أكبر الكبائر، نسأل الله تعالى العافية.

فعليك بالإحسان إلى أبيك وبره ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ويدخل في ذلك ما تقومين به من زيارتك له والاتصال به أو نحو ذلك من كل أمر يدخل عليه السرور ويجلب رضاه.

أما دعوتك له إلى منزلك فليس بلازم ولا تأثمين بتركها ما دام ذلك غير ناجم عن جفاء وقطيعة، وإن حصل وكان بإذن الزوج فهو أمر طيب يزيد من أواصر المحبة والألفة بينك وبينه من جهة، وبينه وبين زوجك من جهة ثانية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني