الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطوبة ليست عقدا ملزما

السؤال

أنا بنت مسلمة كنت أحب شابا منذ 8 سنوات تقريبا، وقد تمت خطبتي له منذ 8 أشهر وبعد مرور أربعة أشهر من الخطوبة أصبحت لا أطيقه ولا أطيق النظر إليه. حاولت فك الخطوبة ولكن الشاب رفض لأنه يقول إنه يحبني، وأهلي أيضاً رفضوا لأنهم غير مقتنعين بأني لم أعد أحبه. وهم شاكون بأني معمول لي عمل وقد ذهبوا إلي شيخ وقد قال لهم بأني معمول لي عمل سقاية. أهلي طلبوا من الشاب أن يصبر وأنا غير مقتنعة بكلامهم. وأنا أقول للناس بأني كنت مخطوبة وتركت خطيبي. هل قولي للناس بأني لم أعد مخطوبة فيه إثم علي مع أنه لم تفك الخطوبة بشكل رسمي بين أهلي وأهل الشاب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية ينبغي ألا تتعجلي في فسخ الخطوبة من هذا الشاب إذا كان صاحب دين وخلق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. ثم إن في قبوله مرضاة لوالديك وهذا أمر طيب محمود في أصله، ولا ريب أنهم لا يرضون لك إلا ما كان كفؤا. وما ذكرتِه من الكراهة لهذا الشاب بعد الألفة والرضا به فلعل مرده كما قال أهلك إلى السحر، فإن كان كذلك فينبغي السعي في حله بالرقية الشرعية، وراجعي الفتوى رقم 5252. أما إن كان هذا الشاب غير مرضي في دينه ولا خلقه فلا مانع من فسخ خطوبتك منه؛ بل إن فعل ذلك هو الأولى خاصة مع طروء النفرة منه، وذلك لأن الخطوبة ليست عقدا ملزما، وبالتالي يحق لكل من الرجل والمرأة أو وليها فسخها كما هو مبين في الفتوى رقم: 20028.

وعليه، فإن كنت فسخت هذه الخطبة فلا حرج عليك في أن تقولي للناس إنك لم تعودي مخطوبة لأن ذلك أمر صدق موافق للواقع. أما إن لم تقومي أنت ولا وليك بفسخ هذه الخطوبة فقولك للناس إنك غير مخطوبة قد يدخل في الكذب وهو من أقبح الذنوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني