الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من خطب فتاة فعرضوا عليه أختها

السؤال

السادة المسؤولون عن إصدار الفتاوى حفظهم الله ورعاهم أرجو منكم فتواكم في هذا الموضوع:
بعد محاولات من الزواج من فتاة، تحدث معي أحد أقاربي عن فتاة وصفها لي وحدثني عن أهلها، وأنا بالتالي وافقت. المواصفات صفات الفتاة التي أريد أن أتزوجها، بعد هذا تحدث قريبي مع والد الفتاة وهو بدوره لم يعارض، وحدد موعدا لكي أذهب وأرى ابنته ونتحدث في موضوع الزواج، ولكن عندما ذهبنا في الموعد، جلست مع والد الفتاه، وإذا هو يتحدث معي ويعرض علي أخت الفتاة التي طلبناها، والثانية أي أخت الفتاة التي طلبتها، وبعد تفكير مني وافقت بسبب ظروفي وقد ضاقت بي السبل في الزواج من فتاه توافق الصفات التي أريدها، وبعد أن خطبت، رأيت الفتاه التي توجهت لخطبتها في الأصل، وذهلت لصفاتها، وانتابني إحباط وشعور بأنني أخطأت في قراري وأنني استدرجت لهذا الزواج لكي يزوجوني الفتاة الأكبر سنا والأقل جمالا، ولاحقا تبين أن الفتاة التي خطبتها فعلا وتزوجتها وهي الابنة الأكبر، كان والدها قد أعطى كلمه بتزويجها لشخص طلبها ولكن لم يقرؤوا الفاتحة حسب ادعاء زوجتي، إذ هو يعمل في أمريكا وقال لهم بعد أربعة شهور آتي لأكمل الزواج، ولكن في اللحظة التي أنا دخلت فيها بيت والد الفتاة حسب ما قالت زوجتي، غيرت أختها التي طلبتها في البدايه رأيها ورفضت إكمال الخطبة، بعد هذا قال والد الفتاة لأختها وهي زوجتي حاليا لقد وعدنا الذي أعطيناه كلمة عنك وهو في أمريكا إنه سيأتي بعد أربعة شهور وقد انقضت الشهور الأربعة ، ولهذا ادخلي أنت بدل أختك التي رفضت، وهكذا استمرت خطوبتي وزواجي، أرجو رأيكم الشرعي في أحداث موضوع خطوبتي وزواجي، ومنها أن يعرض والد الفتاه فجأة فتاه أخرى غير التي طلبت يدها، وأيضا عن قطعه الوعد مع الشخص الذي وعده بخطبة زوجتي والزواج بها، وهل يجب أن يخبرني أنهم قد وعدوا شخصا آخر بخطبة زوجتي ونحن ألغينا الوعد، لأنني ممكن أنني خطبت على خطبة شخص آخر وأنا لا أعرف؟ وجزاكم الله خيراً.
جازاكم الله كل خير على فتواكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما مسألة أن يعرض الأب ابنة من بناته على الخاطب غير التي جاء لخطبتها فلا حرج في ذلك، ما دام أنه عين له من يريد تزويجه بها، قال ابن قدامة في المغني: من شرط صحة النكاح تعيين الزوجين، لأن كل عاقد ومعقود عليها يجب تعيينهما.. إلى أن قال: فإن كان له ابنتان فأكثر فقال زوجتك ابنتي لم يصح حتى يضم إلى ذلك ما تتميز به من اسم أو صفة، فيقول: زوجتك ابنتي الكبرى أو الوسطى أو الصغرى. انتهى.

أما إخلاف الأب وعداً قطعه مع آخر بتزويجه ابنته فلا أثر له على خطبتك وزواجك، إذ هو من باب خلف الوعد المذموم إذا كان لغير عذر، وإذا كان وعده إلى مدة ولم يأت فيها فيكون هذا عذرا في نقض الوعد معه، ولا يجب على الولي إخبار الخاطب بكونه وعد شخصاً بخطبة ابنته، ولا تكون قد خطبت على خطبة أخيك ما دام أبوها فسخ الخطوبة قبل أن تخطب أنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني