الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت أعمال محاسبا لدى شركة بندة قبل 16 سنة ووسوس لي الشيطان بأن سرقت ( 100 ) مائة ريال من الصندوق ، وأنا الآن في أشد الندم والحسرة والخجل من الله عز وجل لاسيما أن لدي أربعة أولاد ، وأصبحت الشركة الآن العزيزية بندة أي تغيرت ملكية الشركة فماذا أفعل جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قمت به من سرقة لهذا المبلغ من صندوق الشركة يعد إثما وخيانة للأمانة التي اؤتمنت عليها، والحمد لله أن وفقك للتوبة من هذا الذنب، قبل الممات، ومن شروط صحة التوبة من السرقة التحلل من المسروق إما بطلب المسامحة من صاحب الحق أو برد المسروق إليه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد والترمذي وغيرهما.

وعند رد المبلغ هنا فإنه يدفع إلى مستحقه وهو صاحب الشركة يوم حدوث السرقة، ولا يدفع إلى من آلت إليه الشركة لأن الحق ثبت في الذمة للأول قبل انتقال الشركة للثاني.

وبناء على هذا فابحث عن صاحب الحق ورده إليه، فإن تعذر رده إليه ولم تجد سبيلا لإيصاله لمستحقه فيسعك حينئذ أن تتصدق به عنه على الفقراء والمساكين؛ عملا بالمستطاع جاء في مطالب أولي النهى للرحيباني ناقلا عن ابن تيمية - رحمهما الله تعالى - قوله: إذا كان بيد الإنسان غصوب أو عواري أو ودائع أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها فالصواب أن يتصدق بها عنهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني