الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكره منكر

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم أريد أن تساعدوني على إثبات لبعض العلمانين بوجود الملائكة والرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام دليل أسطتيع أن أبرهن لهم بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوجود الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى أن يبحث له عن دليل، لأنه لا أحد من الكفار على اختلاف أزمانهم ومعتقداتهم ينكره، وإنما الذي يحتاج إلى البرهنة والدليل هو صدق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، والتصديق بوجود الملائكة فرع عن التصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

وصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم له من الأدلة ما يجعل إنكاره مكابرة ما بعدها مكابرة، وإليك بعض الأدلة لذلك:

1- ما عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة من حسن السيرة والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق من الصدق والأمانة والوفاء بالعهد، لا يتصور معه الكذب على رب العالمين.

2- المعجزات التي قد أيده الله تعالى بها، وقد تواترت أخبارها، وبقي القرآن المعجزة العظمى شاهداً عليها.

3- ما أخبر به عليه الصلاة والسلام من أمور غيبية، قد وقعت في الماضي طبقاً لما أخبر به، وما زالت تتكشف ويتجلى صدق الخبر عنها يوما بعد يوم.

4- انتصاره على أعدائه، وما فتح على يديه من الأمصار وما كان من فتوحات في عهد خلفائه، مما يشهد بصدق رسالته، إذ قد ثبت في الواقع المشاهد قصم الجبابرة الكذابين وقطع دابرهم كمسيلمة الكذاب وغيره ممن ادعى النبوة.

فإذا ثبت بهذه الأدلة وبغيرها من الأدلة الكثيرة صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم -وهي لعمري كافية لثبوتها- فإنه قد أخبر عن وجود الملائكة، وبين وظائفهم وبعض أحوالهم، وبالتالي فإن ذلك كاف لثبوت وجودهم.

وإنكار العلمانيين وغيرهم من الكفرة لما ثبت من أمور الدين بالأدلة القطعية العقلية والنقلية ليس وليد هذا العصر، ولا أحد يستطيع تغييره. وواجب المسلم هو الإرشاد والتوجيه، وأما استجابة الناس فهي أمر لا يملكه إلا الله، وقد قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني