الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الابتعاد عن الوالد فترة نزولا على رغبته

السؤال

سؤالي باختصار شديد والدتي توفت رحمها الله وعمري 6 سنوات قام على تربيتي جدي وجدتي رحمة الله عليهما والدي لم يعمل أي شيء يقربنا إليه بل ابتعد عنا ولم يسأل إلا نادرا الأن أعرف بأن رضا الله سبحانه وتعالى من رضا الوالدين من10 سنوات أحاول التقرب من والدي وبره ولكن للأسف والدي لا أعرف ما يغيره علي بقدر ما يكون تقربي منه أقول هذا بكل ألم يقوم باختلاق مشكلة بقدر تقربي منه ويقوم بالدعاء علي لمشكلة هي من صنعه فكرت الابتعاد قليلاً بعد كل هذه المشاكل لكي لا يصيبني إذا سمح الله مكروه بسبب والدي هداه الله ولكني أخاف أن أكون عاقاً له برغم أني حاولت بشتى الوسائل فقد استشرت جميع أعمامي ولكن دون جدوى أخيرا طلب مني وذلك بواسطة أخى بأنه لا يريد أن يراني ولا يسلم علي سؤالي هل يجوز الابتعاد عنه مؤقتا على طلبه أو ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تبالغ في بر أبيك والإحسان إليه ما استطعت إلى ذلك، وذلك لما للأب من حقوق عظيمة. وراجع الفتوى رقم: 47351.

وما ذكرته من تقصير هذا الأب في حقك، وأنت صغير لا ينقص ذلك من حقه عليك شيئاً، فعليك بلزوم الصبر والدعاء لأبيك واتخاذ الوسائل المشروعة التي تذهب هذه الكراهية التي يكنها لك والدك، ومن تلك الوسائل توسيط الأهل والأقارب وأهل الفضل، وبذل المال له، والسير في تحصيل رغباته، فإن أفاد ذلك فهذا فضل ومنة من الله عليك، وإن لم يفد فلا حرج في الابتعاد عنه فترة نزولاً عند رغبته على ألا تترك محاولة رضاه عنك.

أما بخصوص دعائه عليك، فلا تخش منه إن شاء الله تعالى ما دمت لم تقصر في حقه ولم يصدر منك له ما يفيد العقوق، وهذا من كرم الله تعالى عليك وإحسانه على عباده حيث لا يستجيب لدعاء المعتدي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني