الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفتيش غرف الطلاب في السكن إذا تأكد من وجود منكر بغرض إزالته

السؤال

عندنا مركز علمي يهتم بتربية الطلاب بكمبوديا ويعيش الطلاب داخل المعهد وتقع منهم بعض المخالفات الشرعية وتريد الإدارة تفتيش غرف الطلاب ودواليبهم بدون علم من الطلاب فهل هذا يجوز أم يشترط إنكار المنكر الظاهر فقط .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده... الخ" رواه مسلم. فقوله صلى الله عليه وسلم من رأى يدل على تعلق إنكار المنكر برؤيته ، فلو كان المنكر مستوراً لا علم للآخرين به فالبحث عنه من التجسس المنهي عنه. لكن لو علم الشخص بوجود منكر من غير أن يراه ، فعن الإمام أحمد أنه لا يتعرض له، وأنه لا يفتش عما استراب فيه . هذه رواية.
وهنالك رواية أخرى عنه أيضا : أن من تحقق من وجود المنكر، ولو لم يره فهو كمن رآه ، وعليه فإنه يكشف المغطى ويفتح المغلق.
وعلى هذه الرواية فالإدارة إذا تحققت من وجود منكرات داخل غرف الطلاب ودواليبهم فلا حرج في تفتيشها لإزالة مافيها من منكرات وإتلافها ، ولعل هذا هو الصواب ، لا سيما وأن الإدارة مسئولة عن الطلاب مسئولية خاصة، فهي الولي عليهم والراعي لهم ، وواجب عليها أن تنصح لهم وتتفقد أحوالهم ، وقد صح عن التبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. ) الحديث متفق عليه وقوله : ( مامن راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا لم يدخل معهم الجنة ) رواه مسلم . وإذا كان نظام السكن يحظر مثل هذه المنكرات ، فإن من يواقعها يعد مخالفا لقانون ، فهو قد جعل للإدارة سلطانا عليه بفعله ذلك . والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني