الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستفادة الشخصية من الأقراص المنسوخة

السؤال

مشكلتي التي أطلب فيها فتواكم هي أنني بدأت منذ صغري أتعامل مع محلات الحاسوب كأي إنسان آخر بشراء حاسوب لاستخدامه في البيت أو صيانته، وبعد سنين من ذلك لاحظت أن هذه المحال تتعامل بشكل كبير بالأقراص المنسوخة، ولم يكن يخطر ببالي حينها أن هذا الأمر حلال أم حرام، وإن حصل أن فكرت في هذا الأمر فربما كان مرة واحدة، ولكني بسبب فتاوى مقاطعة المنتجات الأمريكية في ذلك الوقت قلت لنفسي بأن نسخ هذه الأقراص عندما تكون أمريكية جائز لعدم وجود بديل عنها، ولم أر حينها بأن هذا الأمر يستحق أن أطلب مشورة عالم في هذا الموضوع، فتجاوزت عنه سريعا، طوال هذه السنين استفدت فائدة عظيمة من استخدام الحاسوب والإنترنت، وبالتحديد في استخدام الإنترنت فقد قرأت في عدة مواقع بشكل كبير عن علم النفس والأمراض النفسية، وأنا أعاني من مرض الوسواس القهري، وبعد الثانوية العامة أصبت بحالة اكتئاب كبيرة بسبب علامتي المتدنية فزاد الطين بلة، وأصبحت بسبب أمراضي فاشلا من الناحية الاجتماعية والناحية الأكاديمية، فالوساوس التي أعاني منها هي: التفريق بين التكبر والثقة بالنفس مما أفقدني ثقتي بنفسي خوفا من أن أتكبر فيعذبني الله، بالإضافة لأني كنت أحاسب نفسي على أفعالي وكأنها سلسلة متصلة فإذا أدى حرام عن غير قصد إلى حلال كنت أراه حراما أيضا وأصبحت بذلك فاشلا أخشى من فعل أي شيء مباح خوفا من أن يكون سببه فعل أمر حرام.الآن أنا في الجامعة، وبعد طول نقاش مع أهلي بدأت بمراجعة طبيب نفسي لعلاج مشاكلي حيث إن علاماتي في الجامعة متدنية جدا وبالكاد وأنا في بداية دراستي أنجح في المواد الدراسية، إضافة لذلك عزلتي الاجتماعية، وكل ذلك بسبب الوساوس التي ذكرتها إضافة للاكتئاب الذي أعيشه، الآن سؤالي هو: هل أتوقف عن مراجعة الطبيب وعن أخذ الأدوية والتي حسنت من حالتي -بإذن الله- بشكل كبير، أم أستمر، وماذا عن الفوائد الأخرى التي حصلتها من استخدام الحاسوب والإنترنت؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوسواس القهري مرض كسائر الأمراض يطلب لها علاج، وفي الحديث: تداوو عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أحمد، وفي هذا الحديث يفتح باب الأمل واسعاً أمام المرضى مهما تكن أمراضهم، فنحن ندعوك للاستمرار في علاج مرضك ونسأل الله لك الشفاء العاجل.

وأما بشأن ما استفدته من علوم ومعارف من خلال الحاسوب والإنترنت فأمر جائز ولا حرج عليك فيه إن شاء الله تعالى، وإن كنت استخدمت أقراصاً منسوخة في سبيل الحصول على ذلك لأنك كنت تجهل الحكم الشرعي في مثل هذا العمل، ثم إن منع استخدام الأقراص المنسوخة يكاد يكون محصوراً في مسألة بيع وشراء هذه الأقراص، أما الاستفادة الشخصية منها فالأمر فيها هين، وراجع اختلاف العلماء في المسألة في الفتوى رقم: 13170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني