الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمسك بالدين وبرالوالدين

السؤال

أنا فتاة في18 ولكن أنا جالسة في البيت لا أفعل شيئا وأنا متحجبة، ولكن بسبب الوحدة وليس لي صديقات أستمع للموسيقى وأتفرج على الأفلام وذلك بسبب أن أبي جاهل يقول المرأة للبيت، وبسبب هذا أفعل ما لا يرضيه وهذا قد أثر على أعصابي وبسببه قد مرضت بالأعصاب وفقدت الأمل وحالتي عادية ولكن عندي دواء طوال العمر وأتمنى الالتزام وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل هو قرار المرأة في بيتها، وعدم خروجها منه إلا لحاجة، ووفق الضوابط الشرعية. قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: 33} وليس في ذلك إغضاء للمرأة وغمط لها، بل إن في ذلك إكراما لها وحفظا لكرامتها، فإن المرأة في الإسلام جوهرة غالية عزيزة، وإن الشأن في الجواهر أن تصان وأن لا تعرض للإهانة والعبث، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34612، 20363، 21524.

هذا، وإن الواجب عليك أن تتقي الله، وأن لا تستعملي ما وهبك الله من نعمة السمع والبصر فيما حرمه عليك من استماع للموسيقى، ومن مشاهدة للمسلسلات وسائر المنكرات، وانظري أدلة تحريم استماع الموسيقى والغناء وعقوبة فاعله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5282، 6110، 5679، 9776، 20951، 24183.

وانظري حكم مشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات والأفلام في الفتويين: 1886، 7571 وما تفرع عنهما من فتاوى.

واحذري عقوق والدك وتجنبي مخالفته واسعي في رضاه عنك، فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، وحق الوالدين أكيد، ولقد جعل الله حقهما تاليا لحقه تعالى. قال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء: 23}

وحق الوالدين لا يسقط عن الأبناء حتى لو كان الوالدان مقصرين أو قاسيين، وانظري الفتويين: 8173، 15008 وما تفرع عنهما من فتاوى.

وأما المرض الذي ألم بك في أعصابك فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك وأن يمتعك بالصحة والعافية، واعلمي أنه ما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله، وإن من الأدوية الثابتة بالكتاب والسنة شرب العسل وتناول الحبة السوداء وشرب ماء زمزم بنية الاستشفاء، وكذلك الاحتجام، وانظري طائفة من الأدعية والأذكار من الكتاب والسنة للبرء من الأدواء في الفتوى رقم: 19900 وانظري صفة الرقية في الفتوى رقم: 13188 وانظري فضيلة الصبر والدعاء في الفتوى رقم: 32179 واعلمي أن الدعاء من أعظم أسباب كشف البلاء، ويكون أرجى في القبول إذا وقع في أوقات إجابته الفاضلة والتزم الداعي آداب الدعاء، وانظري ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571، 2395، 23599، 17449، 32655، 8581.

واعلمي أيضا ان التمسك بالدين والاستقامة على أمر الله ليس مجرد أمنية بل إنه الواجب على العبد، فالله تعالى إنما خلقنا لعبادته، قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56} وأمرنا سبحانه بالتمسك بدينه والاستقامة على أمره فقال تعالى: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ {الزخرف: 43} وقال: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ {هود: 112} وقال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة دالا له على ما يعتصم به فقال: قل آمنت بالله ثم استقم. رواه الترمذي وغيره. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وإن أول الاستقامة هو التوبة النصوح من جميع الذنوب، وانظري شروط التوبة النصوح في الفتوى رقم: 9694، 5450.

وإن مما يعين على الاستقامة طلب العلم النافع الذي يعرف العبد به ربه ومعبوده وحقه عليه، وانظري الفتوى رقم: 59729 وأكثري من استماع الأشرطة الدينية النافعة، وتجدينها على موقعنا الشبكة الإسلامية في تبويب تسجيلات الشبكة، قسم الصوتيات.

واجتهدي في اتخاذ رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، فإنهن خير معين بعد الله على الاستقامة على أمره، فإنهن إذا نسيت ذكرنك، وإذا ذكرت الخير أعنك على أدائه، واعلمي أن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وانظري الفتاوى ذات الارقام التالية: 656، 480، 10800، 1208، 6603

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني